كنت في طريقي لمقابلة صديق تأخرت عن موعده، فقررت ان استقل مترو الانفاق، لانه الوسيلة الأسرع، وسمعت حوارا مصادفة بين اثنين يقول احدهما للآخر: مش عارفين هنعمل ايه في رمضان.. عايزين نصلي كتير، ونصوم صيام حقيقي، ونبطل فرجة علي التليفزيون، والله الواحد بيفكر ياخد اجازة من الورشة ويقعد في البيت، وآخر الشهر اروح اعتكف في الجامع، أنا مش عايز ابوظ صيامي.. الزحمة والناس والمواصلات هتخلّي الواحد يفقد اعصابه، ويتنرفز ويتعصب وصيامه يروح.
 فرد عليه صديقه قائلا: بدل ماتعمل كل ده، خليك حلو.. الصلاة والصوم وكل العبادات ماتنفعش، لازم تبقي حلو مع الناس، الاسلام بيقول كده، ماينفعش تبقي صايم وتتعصب وتضرب العيال اللي بيساعدوك في الورشة، أو تتخانق مع حد علشان داس علي رجلك وانت بتركب المترو.. ياعم خليك حلو.
 ورغم بساطة هذه الكلمات الا انها تلخص حقيقة الاسلام، فالاسلام ليس عبادات فقط ولكن الدين المعاملة، وكما قال هذا العامل البسيط الفيلسوف خليك حلو
خلّي اخلاقك حلوة
خلّي تصرفاتك حلوة
خلّي تعاملاتك مع الاخرين حلوة
خلّي نيتك حلوة
خلّي شغلك حلو
خلّي عباداتك حلوة
خلّي مظهرك حلو
خلّي علاقاتك  مع جيرانك حلوة
خلّي الفاظك حلوة
خلّي تفكيرك حلو
خلّي كلامك حلو
خلّي أحلامك حلوة
خلّي صدقاتك حلوة
خلّي كل حاجة بتعملها حلوة
عندما يفعل كل مسلم ذلك سيصبح المجتمع كله جميلا، وتسود المحبة بين الجميع.
لو كان بيدي لاصدرت قراراً ان  يقوم هذا العامل البسيط الفيلسوف بإلقاء محاضرات علي خطباء المساجد ليعلمهم كيفية تجديد الخطاب الديني، بدلا من استخدامهم الالفاظ «المجعلصة» واستعراضهم لمعان لايفهمها جموع المصلين في المساجد، وبدلا من الحديث عن النار وعن الثعبان الاقرع، وعن فتوي ارضاع الكبير، وبول الابل، وهل الملائكة ذكور أم اناث.
تدبروا وصف الله لرسوله محمد ﷺ : «وَإِنَّكَ لَعَلَي خُلُقٍ عَظِيمٍ».. «وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ»
 صدق الله العظيم
أيها المسلمون الدين المعاملة.. خليكوا حلوين.
آخر كلمة
كل عام والأمة الاسلامية بخير
كل عام ومصرنا الحبيبة في سلام واستقرار ومحبة.
كل عام وكل مصري بصحة وعافية وسعادة والحمد لله رب العالمين.