بشائر  رمضان تحتوي الدنيا وتملؤها رضا ورحمة وخيرا ومحبة  وهدوءا نفسياً تبعثه الروحانية في تلك الأيام التي اولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار، .. ويتجلي المولي علي عباده الصائمين يلبي كل ما يطلبون فالرحمة والمغفرة بلا حدود، يتخلص المرء من الرياء والنفاق والكذب فلا مجال إلا للحقيقة والصدق والواقع في علاقة بين الخالق والمخلوق يعجز كل البشر عن اختراقها أو كشف حقيقتها.. الصائمون يتزاورون ينبذون خلافاتهم ويحتقرون مصالح الدنيا التي تشوه العلاقة وتقطع اوصال المحبة.. موائد الرحمن سراً وجهراً تطعم المحروم وتسقي العطشان تبتغي ثواب الله وحسن العاقبة..  المساجد تمتليء بزوارها وعمارها النهار امتناع عن كل طعام وشهوة وغيبة ونميمة والليل صلاة القيام والتهجد والاعتكاف وتلاوة القرآن. وللصيام فوائد علاجية كثيرة قبل الميلاد وفي العصورالتي سبقت الاسلام واختلف قليلاً عن الصوم في الاسلام حيث يمتنع الصائم عن الطعام والشراب كأسلوب طبي علاجي فقد اكتشف عالم التغذية الامريكي «وايلر» بعد قرون من ظهورالاسلام ان الصيام يجدد 10٪ من خلايا الجسم في العشر الاوائل من رمضان و 66٪ في العشرة التالية وفي العشرة الأخيرة يجدد خلايا الجسم بالكامل.. وأثبت ان تركيز الانسان يكون في أعلي حالاته خلال نهار رمضان وتزيد فيه المناعة عشرة أضعاف المناعة العادية للانسان. كما تأكد ان حالات مرضية كان الاعتقاد تأثرها سلبياً بالصوم مثل آلام الكليتين وتكوين الحصيات تأكد ان صوم رمضان يساعد في تركيز الصوديوم في الكلي فتذيب الحصوات بها خاصة إذا تم تناول السوائل بكثرة واستخدم الاطباء ما اطلقوا عليه «العلاج بالصوم الطبي» بديلاً لوسائل العلاج الحديثة بالاعتمادعلي الماء والعسل والاملاح المعدنية والفيتامينات.. وفي مصر القديمة سجل «هيرودوت» المؤرخ الاغريقي عام 450 قبل الميلاد أن المصريين القدماء صاموا ثلاثة أيام شهرياً وكانوا لذلك أكثر الشعوب صحة وفي القرن السادس ق . م صام الفيلسوف «ابيقور» اربعين يوماً قبل أداء الامتحان الكبير بجامعة الاسكندرية لشحذ قواه العقلية وطاقة الابداع عنده، وكان سقراط بين عامي (470 - 399 ق . م) يصف للمرضي في أحرج المراحل الصوم قائلا عنه كل انسان منا بداخله طبيب علينا مساعدته ليؤدي عمله وفي القرن الثاني الميلادي أوصي الروماني «جالينوس» بالصوم علاجاً لحالات الحزن وفقد الحب وشدة التوتر وفي عام (780 - 1037م) استخدم «ابن سينا» الصوم دواء وكان يصفه للغني والفقير.. وكان محمد علي كلاي بطل الملاكمة العالمي يشكو من زيادة وزنه وبالصوم ثلاثة اسابيع تحسنت حالته 60٪و وأكد العالم الفرنسي «بلزاك» وكان اشهر علماء عصره اهتمامه بالصوم العلاجي ويري ان صوم الانسان يوما واحداً افضل مما يصفه الاطباء من الدواء.
وتبين عليماً أنه مع انقطاع الامداد بالطعام الخارجي يغذي الجسم نفسه من المخزون الداخلي في انسجته باستثناء القلب والجهاز العصبي.. وفي الصوم الطبي يبقي وزن الكليتين ثابتاً وينقص وزن الكبد لكن علي حساب المدخر من الماء والسكر المختزن دون المساس بتركيب الخلايا او عددها وينقص وزن العضلات 40٪ لكن عضلة القلب لا تخسر أكثر من 3٪ ويعود النقص إلي انكماش الخلايا وليس لنقصان عددها.. ويرتاح القلب كثيراً بالصوم فتنخفض ضرباته الي ستين ضربة في الدقيقة مما يوفر حوالي 29 الف دقة يومياً.. والقاعدة ان الجسم يفقد من مخزون المواد العضوية ثم غير العضوية اي يفقد اولاً السكريات ثم الدسم وبعض البروتين لكنه لا يفرط بسهولة فيالمعادن وما يشابهها، فالحديد المتخلف عن حطام الكريات الحمراء القديمة يتم تجميعه وتخزينه في الكبد من جديد للسحب منه عند الحاجة.. سبحانك ربي خلقت كل شيء لحكمة.