تصريح غريب نشرته احدي الصحف اليومية يؤكد أن المستشار هشام بركات تقدم بطلب لوزارة الداخلية لتغيير سيارته منذ 21 يوما لأنها غير كاملة التصفيح. وأكد الخبر -علي لسان الخبراء- أن السيارة النصف مصفحة تتحمل قوة المواد المتفجرة " تي ان تي " حتي 200 كيلو فقط.. أما كاملة التصفيح فتتحمل اكثر من ذلك ولا تحترق بخلاف ماحدث في سيارة المستشار هشام بركات.
تصريحات اخري عديدة نشرت علي لسان خبراء ومصادر من الداخلية نفسها اكدت وجود تقصير في خطة تأمين النائب العام.. حيث لم يتم تغيير الخطة رغم التهديدات التي تلقتها أجهزة الأمن بقتل القضاة والقائمين علي العدالة ولم يتم تزويد بعض الشوارع التي يمر بها النائب العام بعدد من الكمائن والمصفحات لتدارك أي محاولات إرهابية.
والسؤال الذي يفرض نفسه:هل هذه التصريحات حقيقية؟ اذا كانت كذلك.. فهل كنا ننتظر وقوع مثل هذا الحادث لنراجع كيفية تأمين الشخصيات العامة..وهل هناك أهم من النائب العام في هذا التوقيت بالذات ليتم توفير اعلي مستويات الحماية له..وتغيير خطة تأمينه..ومنحه سيارة مصفحة تصفيحا كاملا تحمي من المواد شديدة الانفجار؟
عقب حادث الاغتيال مباشرة.. اتصل بي من لندن عالم الفيزياء الدكتور محمد النشائي.. وبعد تأكده من حقيقة الخبر انفعل بشدة مؤكدا ان هذا الحادث فضيحة أمنية.. لأن النائب العام في العديد من الدول هو اهم شخصية بعد رئيس الجمهورية.. وطلب الدكتور النشائي من الرئيس السيسي محاسبة المسئولين عن هذا التقصير.
 وطالبني ان انقل علي لسانه للرئيس رسالة يقول فيها ان مصر تواجه خطرا كالسرطان.. وان الرئيس رجل وطني مخلص جاد وطموح ويحبه المصريون.. لكن الحب وحده لا يكفي لإنقاذ مصر.. واننا الآن لا نحتاج للعواطف بل نحتاج لتحرك عملي حاسم.. ومحاسبة جادة وسريعة للمقصرين..لأننا اذا لم نواجه جروح مصر الخطيرة بسرعة وحسم.. ستهدد جسد مصر كله.. وسنسقط جميعا.
أضم صوتي لصوت دكتور نشائي..وأتمني ألا نتعامل مع حادث اغتيال النائب العام بأسلوب العواطف فقط.. وألا تقتصر ثمار هذا الدرس القاسي علي الصفحة المضيئة التي سيسجلها هذا القاضي الجليل في تاريخ الوطن..دون أن نتعلم شيئا من أخطائنا.