ماذا  لو تأخر البيان قليلاً، أو أن القوات المسلحة لم تكشف عن صور قتلي الإرهابيين؟
أتخيل أن الآلة الإلكترونية الإرهابية ربما كانت روجت لسقوط سيناء في أيديهم وأن رجال داعش وبن لادن وقادة الإرهاب في العالم جميعهم في طريقهم للقاهرة؟
لا أبالغ فيما أقول، فرغم تشكك الكثيرين في مصادر معلومات كثيرة علي مواقع التواصل الإلكتروني، إلا أن ذلك لم يمنع سقوط الكثيرين فريسة سهلة جدا لمواقع مشبوهة نجحت في بث معلومات كاذبة ومضللة، وتم النقل عنها دون أي تدقيق فكانت النتيجة، تعرضنا يوم الاربعاء الماضي لحملة مضللة من المعلومات الكاذبة حول تعرض مدينة الشيخ زويد لهجوم إرهابي وأنه أسفر عن سقوط 90 شهيداً وسقوط جنود في الاسر، بل تجاوزت المعلومات المضللة إلي سقوط قيادات من الجيش في الاسر، وأن الإرهابيين المهاجمين أخذوا اسراهم للمقايضة علي قيادات جماعة الإخوان الصادر بحقهم أحكام قضائية، فتسليم الجنود مقابل تسليم قيادات الشر!
جري كل ذلك علي مدار عدة ساعات تم خلالها التدرج في نوعية المعلومات التي يتم بثها علي مواقع التواصل الاجتماعي لإحباك الطبخة كما يقال، وأحكمت الطبخة، إلي الدرجة التي جعلت الكثيرين من أبناء الشعب يصدقون كل ما تردد علي مواقع التواصل ويشككون في المعلومات الرسمية الصادرة عن الدولة، وتحول الأمر إلي النقيض تماما عندما كشفت القوات المسلحة عن صور قتلي الإرهابيين، وقتها فقط بدأ الناس وكأنهم يستفيقون من غيبوبة أو سبات مؤقت سيطر عليهم، وانتبهوا إلي أنهم سقطوا فريسة لاكاذيب جماعة الإرهاب التي حولت نصر الجيش إلي هزيمة، ولكن ظهور الحقيقة كشف زيف ادعاءاتهم وكشف ايضا فشلهم هذه المرة في تصوير افلام الكرتون التي يروجون لها كل مرة، لأن أحدا لم يتمكن من التصوير لقتله علي أيدي أبطال مصر الأبرار.
ما حدث الاربعاء الماضي ليس بالجديد، ولكنه الأقوي، فجماعة الإرهاب تستخدم هذا الاسلوب منذ زمن طويل، بإدعاء حدوث تفجيرات في مواقع علي غير الحقيقة وحرق سيارات للشرطة وغيرها من المعلومات الكاذبة تبثها علي مواقع التواصل بين اللحظة والأخري.
والمؤسف أن الكثيرين ينخدعون في هذه الأخبار رغم تعرضهم للخديعة مرات ومرات واكتشافهم ذلك، ولكنهم ينخدعون مرات ثالثة ويصدقون.
نحن نقول أننا في حرب ونؤكد أن الجيل الرابع من الحروب مختلف ورغم كل ذلك نكتفي بالقول دون أي رد فعل آخر.
يجب أن تكون هناك آلات الكترونية لمواجهة الآلة الإرهابية لفضحها أولا بأول وتوفير المعلومات الصحيحة للمواطنين حتي لا يسقطوا في الأكاذيب الاخوانية.