سيحكي التاريخ ان ابناء مصر في بداية الالفية الثالثة حفروا قناة السويس الجديدة بسواعدهم في زمن قياسي كما حفر أجدادهم القناة القديمة
لا أتخيل انساناً مصرياً شرب من ماء النيل أو عاش علي هذه الارض الطيبة ووسط أهلها يشكك في مشروع قناة السويس الجديد.. وتنمية إقليمها هذا الشخص ان وجد هو حاقد أو مأجور أو لا يحيا اللحظة والزمن كما يراه كل المصريين فالحلم صار حقيقة ويكفي علي الأرض ان ارادة المصريين جمعت 64 مليار جنيه في 7 أيام لانشاء القناة وحفرها وخلال عام واحد حولوا ما خططوا له وتمنوا لواقع وشقوا المجري الملاحي الجديد معجزة المصريين في الألفية الثالثة تماما كما كان اجدادهم صانعي معجزة الحفر الاول.
هذا الموقف ذكرني تماما بما خرج علينا به البعض إبان حرب أكتوبر 1973 ليشككوا في انتصار العسكرية المصرية المبهر علي العدو الاسرائيلي الغادر بعد هزيمة 1967 عندما ادعت اسرائيل واسطورتها بأن جيشها لا يقهر وان ذراعها الطويلة لن تسمح مطلقا بالعودة الي حدود يونيو مرة أخري ولكن مصر التي خلقها الله وشعبها لا يعرفون المستحيل أعادت بناء قواتها المسلحة في زمن قياسي وكانت أول المواجهات في رأس العش بعد ايام فقط من النكسة تم اغراق المدمرة ايلات ثم حرب الاستنزاف قبل ان تحشد امكانياتها عسكريا وسياسيا واقتصاديا ونفسيا لخوض معركة العبور التي اكد الرئيس الراحل انور السادات انها حتمية وسنخوضها لتحرير الارض.
العبور كان معجزة بكل المقاييس العسكرية هذا ما اكده الخبراء العسكريون فقد حددوا حجم الخسائر له بما يزيد علي 20  ألف جندي في الدقائق الاولي وان اقتحام خط بارليف المنيع الذي اقامه الاسرائيليون يحتاج لقنبلة ذرية فإذا بإرادة المصريين تجتاح القناة المانع المائي المنيع وتدمر حصون العدو في 6 ساعات مذهلة واقامت رءوس الجسور علي الضفة الشرقية بعد ان افقدت العدو توازنه تماما.
شكك المشككون في العبور وفي الحرب وادعوا انها تمثيلية وان هناك اتفاقا مع امريكا ولازالوا يدّعون ذلك حتي الان للتقليل من الانتصار الساحق الذي بشهادة قادة اسرائيل كان الكارثة فقد فقدت ذراعها الطويلة وحصونها وهيبة قواتها التي مرمغتها صدور وسواعد الرجال وهم يواجهون الدبابات والمجنزرات بها وانتصروا ولو عرفنا ما سجلته تحقيقات لجنة اجرانات حول التقصير في الحرب من الجانب الاسرائيلي ومذكرات القادة فيها لعرفنا حجم الانتصار  العربي الذي قادته مصر في حرب أكتوبر المجيدة التي مازلنا عاجزين حتي الآن علي ان ننقلها بتفاصيلها لاجيالنا حتي يعرف الأبناء ماذا فعل الاباء والاجداد.
لماذا التشكيك في قدراتنا وفي مقاصدنا ان ذلك يمكن تصوره من الاعداء الذي لا يريدون لنا العيش ولكنه غير مقبول فيمن يحمل جنسية مصر او يعيش ويشرب ويأكل من خيرها والحمدد لله ان وجههم مفضوح.
الناس التي خرجت وقدمت بطيب خاطر كل ما تملك من اموال من اجل المشروع الجديد كان لديها الشعور بأننا علي الطريق الصحيح وان هذا المشروع «الحلم» في وقتها سيكون فاتحة خير وانه لم يكن ابدا مخاطرة فالدراسات التي يستهدفها والصناعات التي أعلن عنها ليست فقاعات هواء ولكنها نتاج فكر وتخطيط يستهدف نقلة حضارية واقتصادية كبري لهذا البلد وبدايتها ذلك الدخل المتوقع بإذن الله من زيادة حجم العبور وقدرته بعد القناة الجديدة فقط.
وهؤلاء  العاملون الذين سهروا الليل بالنهار لكتابة الملحمة الجديدة كانوا علي ثقة انهم يحفرون القناة ليسطروا تاريخا مشرفا لوطنهم وامتهم واجيالهم.
خلال أيام ستكون القناة ومشروعها العملاق قد تم تدشينهما وأعتقد ان تلك ستكون الضربة القاصمة والطعنة القاتلة للمشككين.
الافعال والاعمال وحدها هي التي تتكلم في زمن التشكيك والحقد الأعمي.