أيام وينتهي شهر رمضان الكريم بكل هدوئه النفسي الذي لم يعكره إلا ضربات الإرهاب الخسيسة التي لا تراعي حرمة الشهر الذي أنزل فيه القرآن وهو واحد من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال بين الجيوش فما بالنا بالعمليات الخسيسة وقتل الأبرياء غدرا وتدمير البنية التحتية للبلاد وبث الرعب في نفوس الناس وضرب السياحة والإساءة لعلاقتنا مع الدول الأخري لتهتز صورة مصر عالميا.. تلك الجرائم الإرهابية التي يتعمدون بها إيذاءنا وتحويل أفراحنا إلي أحزان لا يمكن أن تستمر طويلا فالتاريخ يقول إن الأمم أبقي من أي عصابات مهما كانت قوتها ومن يحارب من أجل المباديء الوطنية لا يتساوي بالمرتزقة الذين يحاربون من أجل المال أو من أجل أفكار بالية وخاطئة، وتحول التليفزيون إلي مصدر إزعاج من مسلسلات تعتمد علي المخدرات والخمور والبلطجة وكأن هذا هو حال الشعب المصري وما بين إعلانات مكثفة لتسول التبرعات بشكل غير مسبوق وإعلانات الأغذية والمطاعم باعتباره شهر ملء البطون وإقامة العزائم والولائم والدعوة لشراء شاليهات علي شواطيء لازالت تحت الإنشاء لكنهم يصورونها وكأنها قطعة من الفردوس، المهم أن يستولوا علي أمواله تحت دعوي عمل الخير أو بالتلويح بأحلام وردية.. تلك بعض المنغصات التي واجهتنا في رمضان بالإضافة للزحام الشديد، أما صيام الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة وساعات الصيام الطويلة فقد شملتنا رحمة الله -عز وجل- وكان الجو محتملا عكس ما تخوف منه الناس.
في موسم الأعياد تزداد حوادث التحرش الجماعي بالسيدات والفتيات خاصة في مناطق معروفة للشرطة مثل وسط البلد والكورنيش والحدائق العامة وتستعد الجمعيات الأهلية بفرق مكافحة التحرش لمنع تكرار هذه الظاهرة المخزية التي تعتدي علي كيان المرأة وتجرح مشاعرها وتتحدي التقاليد والأعراف السائدة في المجتمع ولكن سلبية الناس في الشارع والغياب الأمني هي التي تسهل للشباب العاطل أن يلتفوا حول أي ضحية يوقعها حظها العاثر في طريقهم، صحيح أن وزارة الداخلية أنشأت شرطة نسائية لتنتشر في الأماكن المهمة لحماية الفتيات وأن المجلس القومي للمرأة يتعاون مع هذه الإدارة وأنه خصص خطوطا هاتفية لتلقي بلاغات التحرش مع تغليظ العقوبة علي من يتحرش بالنساء لكن هذا لا يكفي طالما بقي الشارع سلبيا بعد أن أوشكت النخوة والدم الحامي الذي كان يميز الرجل المصري علي الاختفاء.. حماية الفتاة هي من رجال الشارع قبل الشرطة وإلا فلن تشعر بالأمان.