الاختيار  هو الشيء الصعب أمام أي شخص رجلاً كان أم امرأة، واقصد هنا معني الاختيار علي الاطلاق، الكل يختار، ويفكر ويجهد عقله في المفاضلة والحسابات والمواءمة وقد تكون محصلة التفكير في النهاية صفراً، ويكون الاختيار خطأ.. وظني ان عند الله ورسوله الحل السحري، فإذا كان نبينا محمد صلي الله عليه وسلم قد نصح بأن نستفتي قلوبنا في أمور ديننا وان افتونا في حديثه الشريف «استفت قلبلك ولو افتاك الناس».
اذن فالحل بسيط جداً أن نصفي قلوبنا ونجعلها بوصلتنا في  الاختيار في أمور ديننا ودنيانا . وبدلا من أن نقع فريسة الحسابات التي لاطائل لها واستخدام العقل الذي لايكون دائما علي صواب، نجرب وصفة رسول الله «صلي الله عليه وسلم» ونسأل قلوبنا وسترشدنا إلي الطريق المستقيم بإذن الله.
وقد ورد ذكر القلب في القرآن ما يقرب من ١٤٠ مرة في مواضع التفكر والسمع والبصر والحب والكره والاحساس والقسوة، والطمأنينة والسكينة والمعرفة والفهم والتذكر والتقرير. يقول تعالي «لهم قلوب لا يعقلون بها» في سورة الحج، «لهم قلوب لايفقهون بها» في سورة الاعراف، «ونطبع علي قلوبهم فهم  لايسمعون» في الاعراف، «وطبع الله علي قلوبهم فهم لايعلمون» في التوبة، «فإنها لاتعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور» سورة الحج، «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة» من سورة البقرة «وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور» سورة آل عمران ، «إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم» سورة الانفال. «ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم» سورة المائدة، «وقذف في قلوبهم الرعب» سورة الحشر. «ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب».
ويقول رسولنا الكريم «الا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، واذا فسدت فسد الجسد كله، الا وهي القلب».
التعامل بالقلب أسلم بكثير من التعامل بالعقل، وليسي صحيحا ما يقال ان الفارق بين الحيوان والانسان ان الاخير له عقل، بل الحقيقة ان الانسان له قلب يهديه وهو المرشد الحقيقي الذي لايخطئ في الاختيار ، ودعونا نردد جميعا دعاء سيدنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك.
آخر كلمة
اليوم آخر ايام الشهر الكريم الذي كان زائرا خفيفا كريما كعادته وأهدانا ليلة خيراً من ألف شهر. اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وقراءتنا القرآن وزكاتنا وصدقاتنا.. اللهم بلغنا رمضان.
وغداً عيد الفطر أعاده الله علي المصريين وكل المسلمين بالسعادة والصحة والإيمان وراحة البال.