من الطبيعي أن تنتاب الشكوك كل الذين أضيروا وأضيرت عقائدهم من الممارسات الإجرامية لتنظيم »داعش»‬ من موقف الرئيس الأمريكي »‬أوباما» من المطالبات بضرورة التصدي الدولي لهذه الظاهرة والقضاء عليها باعتبارها خطرا جسيما. يأتي علي رأس هؤلاء المضارين كل جموع المسلمين المنتشرين بالعالم كله الذين تستخدم »‬الداعشية».. الدين الإسلامي الحنيف غطاء للجرائم البشعة التي تستهدف تشويه هذه العقيدة الإنسانية السمحة. هذا التوجه المشكوك فيه من جانب أوباما يتمثل فيما صرح به بأن عملية القضاء علي تنظيم داعش تحتاج إلي ثلاث سنوات!! ان ما يثير الدهشة والغرابة في مضمون وأهداف هذا التصريح أن الحرب الجائرة التي خاضتها القوات الأمريكية لتدمير دولة العراق عام ٢٠٠٣ التي يهددها تنظيم داعش حاليا لم تستغرق أكثر من عشرة أيام. جري ذلك رغم أن صدام حسين كان يملك جيشا قويا مجهزا بكل أنواع السلاح. هذا الذي يقوله أوباما ان دل علي شيء فانما يدل علي سوء النية التي ترمي إلي إطالة فترة ابتزازه للمنطقة العربية . يأتي ذلك تعويضا لفشل  استراتيجية تفعيل مؤامرة تدميرها والسيطرة عليها والتي تم وضعها إبان حكم بوش الابن في أعقاب نكبة 11 سبتمبر 2001. هذا الموقف من جانب أوباما يقوم علي التضخيم من قوة »‬داعش» لإرهاب العرب والمسلمين سعيا إلي مزيد من التسلط والهيمنة. الشيء المؤكد انه لو خلصت النيات وامتلاك رغبة حقيقية للقضاء علي »‬داعش» فان ذلك لا يحتاج لأكثر من أسبوع وليس ثلاث سنوات. ليس مطلوبا لتحقيق هذا الهدف الذي سيحظي بالدعم والتأييد من دول المنطقة وكل دول العالم سوي التجرد من نزعة التآمر لتحقيق ذلك من خلال مد يد العون إلي الشعب العراقي وشرفاء الشعب السوري لانهاء مهمة القضاء علي خطر داعش بشكل نهائي. كل الدلائل والشواهد تشير إلي أن أوباما ليس خالص النية في العمل ضد هذا التنظيم الإرهابي. انه يتبني استراتيجية التآمر علي الأمن القومي العربي لخدمة مخططاته. أخشي أن يكون ما يسعي إليه هذا الرئيس الأمريكي المتآمر ما هو إلا محاولة لإحياء الدور الذي خطط لأن تقوم به جماعة الإرهاب الإخواني. هذا الدور استند إلي دعمه وتأييده  وصولا إلي حكم مصر تمهيدا لبسط سيطرتها بعد ذلك علي كل المنطقة العربية.. أصبح واضحا وجليا انه يهدف من وراء ذلك المماطلة والتسويف لتعويض فشل مؤامرته بعد نجاح الشعب المصري في الخلاص من الحكم الإخواني. انه يتطلع إلي قيام »‬داعش» بدور الإرهاب الإخواني مع مزيد من التطرف الوحشي القائم علي قطع الرؤوس.