شعرت بالفخر وانا اشهد صباح امس احتفال الكلية الحربية بتخريج دفعة جديدة من ابنائها لينضموا إلي كتائب حماة مصر..شعرت بالعزة وانا اري رجال شداد قادرون علي مواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك لمصر في الداخل والخارج..شعرت بالسعادة وانا اري الصدق في وجوههم وهم يزارون كالاسود مرددين قسم الولاء بانهم لن يتركوا السلاح ومن دونه الموت رأيت السعادة في عيون اسر الخريجين وهم يستقبلون الرئيس السيسي بالهتاف والزغاريد مؤكدين انهم يقدمون ابناءهم لضخ دماء جديدة من المقاتلين القادرين علي حماية تراب الوطن وصون مقدساته..وكانت لفتة ذكية من الرئيس السيسي ان طاف بسيارته ارض الطابور لتحية اسر الخريجين وبادلوه حبا بحب اكبر.. ادهشتني تلك العروض القوية التي قدمها خير اجناد الارض خلال حفل التخرج وكانت عروضا قتالية ورياضية باستخدام الدراجات الهوائية والكاراتيه، تظهر المهارات التي اكتسبوها من التدريب وكيفية التعامل مع مختلف الأهداف.

ابهرتني تلك العروض الرائعة للمظلات التي قام الطلبة والخريجون بتنفيذها خاصة عندما اسقطوا انفسهم من 4 طائرات «شينوك» علي ارتفاع عال إلي ارض الطابور رافعين راية «تحيا مصر» كما قاموا بعمل عرض تشكيلات الهرم وزهرة اللوتس حاملين علم مصر .
اعلم ان الكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الأبطال علي مر العصور وتمثل في منظومة الثقافة العسكرية قاعدة الإعداد العسكرية للضباط في أرقي صورها ومدرسة الوطنية المصرية العريقة في أنقي منابعها كما تمثل الحلم والأمل لكثير من الشباب الساعيين لنيل شرف الانضمام لركب حماة الوطن والسير علي الطريق الذي سار عليه الآلاف من أشرف الرجال وأعظم الأبطال.. وقد كان لمشاركة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في الحفل اثره الطيب في نفوس المصريين والسعوديين لأن هذا الشبل من ذلك الاسد المتمثل في الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الذي سبق أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر 1973.. وصدق الرئيس عندما قال له : كان لازم تكون معانا، لأنها رسالة قوية للشعبين المصري والسعودي ودول الخليج أننا دائما مع بعض وان مشاركتك تعد امتدادا لموقف السعودية المشرف إزاء مصر وشعبها،..نحن في حاجة لأن نكون معا لأن التهديدات كثيرة، ولن نتغلب عليها إلا عندما نكون سويا، ومصر والسعودية هم جناحا الأمن القومي العربي، ومعا نستطيع أن نجابه هذه التحديات.
عشت ساعات رائعة في احضان القوات المسلحة ولا زالت ترن في اذني الاناشيد التي زار بها اسود الكلية الحربية وهم يرددون رائعة الشاعر الراحل الكبير كامل الشناوي « أنا الشعب لا أعرف المستحيلا ولا أرتضي بالخلود بديلا..بلادي مفتوحة كالسماء تضم الصديق وتمحو الدخيلا