في الوقت الذي اتسم  فيه خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي امام الجمعية العامة للامم المتحدة بالشمولية والتعبير الصادق عن مواقف مصر من القضايا والازمات الدولية خاصة قضية الارهاب الدولي التي تشغل بال العالم.. يتبين لنا ان خطاب الرئيس اوباما رئيس دولة القطب الواحد يفتقد الالتزام بالمبادئ الاساسية في تناوله لهذه القضية بالذات. ان اخطر ما جاء في معالجته لهذه القضية التي تهدد امن واستقرار العالم هو استسلامه لنزعاته الخاصة وعدم القدرة - بحكم مسئوليته المتعاظمة - عن الاعتراف بخطأ تعامله مع هذه الظاهرة المدمرة. اتضح ذلك جليا في جنوحه الي عدم الاعتداد بحقيقة لايمكن تغافلها استنادا الي ثوابت التطورات الجارية. لم تكن هناك جدية في خطابه فيما يتعلق بمحاربة الارهاب علي اساس ان هذا التعامل  امر لا يمكن ان يتجزأ.  يأتي ذلك انطلاقا ان اهدافه ونتائجه وحدة واحدة لا يمكن التفرقة بين بعضها وبعضها الاخر. جاءت سقطة اوباما عندما تعمد في حديثه عن خطر الارهاب ان يحصره في تنظيم »داعش»‬ الارهابي الذي يمارس نشاطه حاليا في سوريا والعراق.  تغافل بسوء نية عن الارهاب القائم علي التطرف وممارسة التدمير والتخريب الذي تتبناه جماعة الارهاب الاخواني في مصر وليبيا ويتصدي لها بجسارة وشجاعة الشعب المصري . تجاهل عن قصد عدم الاشارة الي عمليات القتل الارهابية التي يتعرض لها ابناء الشعب  المصري وامنه القومي في سيناء وكل ربوع مصر منذ ثورة ٣٠ يونيو التي اطاحت بحكم هذه الجماعة التكفيرية التي سعت الي طمس هوية مصر الحضارية والتراثية . ان احدا لم يطالبه بأن يعلن انه كان متحالفا مع هذه الجماعة الارهابية  وانه ساعدها بكل الوسائل للوصول الي حكم مصر.. ولكن هذا ما كان يجب ان يمنعه من تناول ما يجري من اعمال ارهابية علي الارض المصرية بشكل عام دون التفريط في ماء وجهه. هذا السلوك من جانب اوباما كان بمثابة صدمة للمصريين ولكل شعوب العالم فيما يتعلق بمصداقية جديته في محاربة الارهاب الذي تعد جماعة الارهاب الاخواني معمل التفريخ لكل تنظيماته بالعالم في العصر الحديث. لقد كشف بهذا الموقف حقيقته وتمسكه بعدم الاعتراف بخطئه  في تعامله بعدم الامانة مع احداث ثورة الشعب المصري عندما تنكر لحقيقة ان العناصر التي هاجمت الاراضي الامريكية يوم ١١ سبتمبر من القاعدة التي تشكلت علي اساس فكر ورعاية الاخوان في افغانستان. كان من المنتظر ان يكون اوباما حصيفا وحكيما بالقدر الذي يليق ويعكس علو وسمو مسئوليته عن حكم دولة القطب الواحد وهو ما كان يجب ان يجعله يستجيب لمتطلبات مسئولية تحمل الحفاظ علي امن واستقرار العالم. كان عليه ان يكون شجاعا بالاعلان عن ايمانه بأن الاعتراف بالحق فضيلة وانه ارتكب جريمة شنعاء باحتضانه تنظيم الارهاب الاخواني . انه بهذا الموقف اثبت انه مشارك للارهاب في مخططاته الاجرامية الماثلة نتائجها امام العالم كله. الحقيقة انني ومعي الملايين من ابناء الشرق الاوسط وكل العالم الآملين في تحقيق الامن والاستقرار ونبذ العنف والارهاب قد صدمنا ونحن نتابع خطاب اوباما رئيس اكبر دولة في العالم .