رفض سكان إسكتلندا بجدارة  الانفصال عن المملكة المتحدة والاستقلال كدولة جديدة.. وذلك بعد الاستفتاء التاريخي الذي شهدته بريطانيا الأسبوع الماضي في يوم وصفه المراقبون بانه الأصعب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. طموحات الاسكتلنديين بالإنفصال كانت قديمة ولكنها لم تصل يوما إلي مرحلة حاسمة.. في القرون الماضية كانت دوافع الانفصال قومية ولكن اليوم كانت نفطية حيث كانت اسكتلندا تأمل أن تتحكم في موارد بحر الشمال النفطية التي يقع 90% منها أمام السواحل الاسكتلندية بدون الحاجة إلي سيطرة الحكومة البريطانية عليها.. ولكن هذا الطموح المغالي في التوقعات لم يفلح حيث كان سيعرض اسكتلندا (المستقلة) لمشاكل اقتصادية كبيرة بدورها.. ما يجب الإشادة به والثناء عليه تلك الديمقراطية العريقة التي تم بها تحديد هذه الخيارات بتصويت حر ونزيه..  فلم نر نتائج مسبقة محددة.. ولا دبابات تزحف لتمنع الانفصال.. ولا طائرات تقصف المواطنين الاسكتلنديين.. إنها حرية كاملة بالرغم من التهديدات الاقتصادية التي أطلقتها  الحكومة البريطانية حول فقدان اسكتلندا لحصتها في المساعدات في حال الانفصال.. وبالرغم من تهديدات كاميرون الاقتصادية فإن الخوف الحقيقي كان في حدوث تأثير سلبي كبير علي كامل منظومة الاقتصاد البريطاني حيث توقعت بعض الشركات الاستشارية المالية تراجع قيمة الجنيه الإسترليني بنسبة 15-20% في حال الاستقلال.. في نفس السياق كانت هنالك توقعات بتراجع الاستثمارات الأجنبية في بريطانيا وحتي سحب بعض الودائع بسبب التأثير النفسي لقرار الاستقلال والذي كان سيعني نهاية المملكة المتحدة كما كانت معروفة الدرس الأكبر من يوم الحسم في بريطانيا أن القرار كان للناس فهم وحدهم من يتحملون المسؤولية.. وهذه هي طبيعة الحياة في الدول الديمقراطية.. آملين أن نصل إليها في العالم العربي يوما ما!.