المفكر عباس العقاد: من العزة ان تترك الدنيا، ومن الهوان ان تتركك الدنيا، فاختر لنفسك بين العزة والهوان



سيظل التضييق علي الصحفيين، وعلي حرية التعبير ما بقي حاكم مستبد في كل زمان ومكان يقدس ذاته، ويكره الحق والعدل ولا يرجو الحياة الحرة، والعيش الكريم لبني وطني، ولعل القانون رقم ٧٠ الصادر في عام ١٩٧٠ قبل وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بأيام معدودة، خير شاهد علي ما نقول.. وهو قانون هدفه التنكيل بأصحاب الرأي والفكر، الذين يدينون بالولاء للحاكم ولذوي المصالح الخاصة.. ان الحاكم واتباعه من الارزقية والمنافقين يريدون صحافة مقطوعة اللسان، لا تري ولا تسمع.. ليخلو لهم جو الفساد، يمرحون ويرتعون.. بلا حسيب ولا رقيب.. وليذهب الشعب الصابر الي الجحيم.. يريدون صحافة لا تتكلم عن قضايا الامة ولا تناقش، ولا تنتقد وعليها وعلي العاملين بها السمع والطاعة.
ومن مخزون التاريخ، استدعيت بعض ما قاله اباطرة الطغاة في حق الصحافة والصحفيين، لتعلم الاجيال الجديدة خطر التضييق علي حرية الكلمة.
في مسرحية زواج فيجارو لمؤلفها «بومارشيه» أبلغ دليل علي جبروت الحاكم في كل العصور، وقد كتبها ابان الثورة الفرنسية.
يقول «مارشيه» في مسرحيته الخالدة علي لسان البطل:«لقد قيل ان الحاكم قد وضع نظاما خاصا بحرية الصحافة. يشترط الا اتكلم في كتاباتي لا عن الطباعة ولا عن الديانة ولا عن السياسة، ولا عن الاخلاق ولا علي ذوي المناصب، ولا عن الاوبرا، ولاعن اي شخص له مكانة ما.. وبخلاف ذلك استطيع طبع اي شيء بحرية.. ولهذا تراني في منتهي السعادة!!
ويقول قيصر روسيا نقولا الثاني:«انها اقبح من الشيطان في مملكته».
ويقول «دياز» احد رؤساء المكسيك انه يتمني ان يكون صاحب معامل الورق والحبر ليحرقهما.
اما السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عقب سقوطه: «لو عدت الي الحكم مرة اخري لوضعت محرري الصحف كلهم في اتون كبريت ملتهب»!
وعلي الجانب الاخر فإن هناك المفكرين والكتاب الذين يجلون مهنة الصحافة، التي تقود الي التفكير والتدبر في امور البلاد والعباد ونشر الوعي والتنوير.. الخ.
فيراها تولستوي الاديب الروسي الشهير: نصيرة السلام وصوت الامة وسيف الحق القاطع.. ومجيرة المظلوم وشكيمة الظالم.
اما البرلماني البريطاني الشهير شريدان فيقول: «خير لنا ان نكون بدون برلمان من ان نكون بلا حرية صحافة فالصحافة الحرة كفيلة بأن تعيد عاجلا او اجلا كل الحريات الاخري».
اما امير الشعراء احمد شوقي فيراها لسان البلاد ونبض العباد وآية هذا الزمان. وتاجا علي رأس الشعب لا حذاء في قدم الحاكم!