فرفش كده | اللى جونه وشرفونا

اللى جونه وشرفونا
اللى جونه وشرفونا

رشا عبادة

«اللى جونه زى اللى مجوناش.. الهم واحد» الحكمة الأشهر على لسان عمتى نجلاء أم النكد- هكذا تناديها أمى-.


تقول عمتى: إحنا اللى بدعنا المهرجانات بالأساس، كنا نعلق حبال الزينة التى نصنعها من بقايا الكراريس والجلاد الملون فوق السطوح، ونرص الكراسى ونلصق يافطة كبيرة من أوراق كراسات الرسم المستعملة كُتب عليها بالخط العريض..


«مهرجان بيت العيلة»، نعلق حولها شعارات حماسية من نوعية.. «نحن نختلف عن الآخرين»..

«قرب يا جدع هتشوف البدع».. «مولد وصاحبه غايب».
تفتتح المهرجان عمتكم أسماء، تقف كنبطشى أفراح، ممسكة بالميكرفون -عصا خشبية قصيرة ملفوف أعلاها ببقايا قماش أحمر- تعلن إشارة البدء بعد رقع زغرودة عالية وإلقاء التحايا على الناس الحلوين اللى جونا وشرفونا، بينما يقدم كل منا نفسه وموهبته فى ثياب العيد اللى قبل اللى فات، ثياب اعتدناها لكننا نمثل يومها، أنها مختلفة وجديدة وكأننا نراها للمرة الأولى !..

تسأل زوجة عمكم أمانى عن توكة الشعر التُحفة، بشعر عزة سِلفتها، بينما تشهق عزة بإعجاب وهى تتحسس الفيونكة الزرقاء الكبيرة بفستان زوجة أبيها دُعاء، المشجرأبوكرانيش وتسألهاعن الخياطة بتاعتها؟!


وأدعى أنا أن خالى «سعيد» قد أرسل لى هذا الفستان من إيطاليا فى حين يعرف الجميع أن خالى سعيد شقيان فى الغربة، ولا يملك رفاهية إرسال «كيس مكرونة».


تؤكد عمتى أن: الأفراح كما المآتم لها أيضًا همومها وبالنسبة لنا، من حضر كمن لم يحضر طالما كنا هناك بالفعل!


وأن الجدل الذى أثير حول الفستان أبو لطعة، لم يشعرها بالفخر ولا بالضيق، ولا حتى الغيرة..

هى أيضًا مثلت دورها كمشاهد ببراعة، نفضت يدها من البيت والمطبخ ومذاكرة العيال وأمنيات خليل زوجها بأن تضع له قدمه فى الماء والملح زى الأفلام وهى تقول له بدلال: «صوابعك دى ولا صوابع محشى يا حاج»..

ثم جلست تشرب فنجان قهوتها وتتابع فاعليات المهرجان أمام شاشة التليفزيون، وهى تتساءل عن تسريحة شعر منى زكى، وتشهق بإعجاب أمام شباب وحلاوة ليلى علوى،وتقسم لزوجها الحاج خليل إنه لو اشترى لها فستان نجلاء بدر، ستضع قدمه بالماء والملح ثم سترتديه له خصيصًا وتبقى ليلة يا عمدة!