نواصل التعريف بالتجربة التعليمية اليابانية ونلقي مزيدا من الضوء علي إيجابيات تلك المنظومة المتشابكة بين الطالب والمعلم والدولة حيث تعتمد علي تطوير الموارد البشرية وعلي التنسيق الكامل بين التعليم النظامي والتدريب في مواقع العمل والاعتماد علي التفكير أكثر مما تعتمد علي التلقين والحفظ حتي أصبحت اليابان تتفاخر بالقضاء نهائيا علي الأمية مما جعل التعليم فيها قبلة لكل دولة تحاول تقليدها.. وبالدراسة ثبت أن الطفل الياباني يحصل علي نتائج عالية في الاختبارات الدولية التي تقيس القدرات في الرياضيات والعلوم أكثر من الطفل الأمريكي والبريطاني والفرنسي.. أما طلبة الثانوية العامة البالغ عمرهم «14» عاما فإنهم تلقوا تعليما يفوق ما يتلقاه الأمريكي الذي يبلغ عمره «18» عاما وقد أسهم التعليم النظامي في اليابان في إكساب الطلاب عقلية متفتحة حيث يتم تدريبهم علي مهارات التعامل مع الآخرين وكيفية الاعتماد علي النفس وتحمل المسئولية إذ يقوم الطلاب في المدرسة بتحضير الطعام وتنظيف المكان وجمع القمامة وغيرها وفي بعض المدارس يعقد اجتماع في نهاية اليوم الدراسي بين الطلاب ومدرسيهم لمناقشة المستجدات ويتعلمون كيف يتحاورون ويفكرون بصورة جماعية.. ويحظي المعلم في اليابان بالاحترام الواسع لدرجة تصل إلي حد التقديس فعندما يدخل المعلم الفصل يقف الطلاب وينحنون انحناءة طويلة مرددين «يا معلمنا نرجو أن تتفضل علينا وتعلمنا» وهو رجاء يفوق الاحترام العادي لذلك تنال مهنة التعليم إقبالا شديدا. والخلاصة أن هذه التجربة تعتمد علي العمل الجماعي وتحمل المسئولية والجد والاجتهاد والكم المعرفي والحماسي الشديد بين الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع مكانة المعلم.