حان الوقت أن نعترف جميعا بأن نكبة العراق الحالية ما هي إلا نتاج السياسة التخريبية التي انتهجها نور المالكي في فترة حكمه للعراق. كل الكوارث التي تعرض لها هذا البلد العربي العظيم الثراء تعود الي النعرات الطائفية التي سيطرت علي توجيهات هذا المالكي. لقد اعتبر هذا الرجل الكارثة ان الشعب العراقي كله من الشيعة رغم انه يعلم ويدرك أن ٤٠٪ ينتمون الي الطائفة السنية التي قرر اقصاءها ويتعامل علي اساس انه لا وجود لها. من المؤكد أن ذلك كان نتيجة العقدة التي سببها حكم صدام حسين السني رغم أنه أحاط نفسه بعدد من القيادات الشيعية بالاضافة الي ان جيشه القوي كان يضم ابناء الطائفتين السنية والشيعية الذين كانوا يؤمنون بالهوية الوطنية العراقية. من ناحية أخري فان احدا لا ينكر الدور الذي لعبته السياسة الامريكية بعد احتلالها العراق بلجوئها الي الشيعة نكاية في صدام وجماعته. أدي هذا الموقف الي شعور السنة العراقية بمرارة شديدة دفعت قطاعات منهم الي محاربة الحكومة الشيعية التي تغافلت عن أن السنة ايضا كانوا ضحايا لديكتاتورية صدام. وقد بلغت حدة التجني علي السنة في عهد المالكي التفكير في اقامة دولة في المناطق التي يتواجد فيها الشيعة العراقية حيث تتجمع كل الثروة البترولية. وبعد تصاعد المعارضة المسلحة لحكومة المالكي الشيعية وارتفاع معدلات ضحايا هجماتها كان ذلك دافعا للعديد من الزعامات السنية بالقبائل والعشائر السنية المنتشرة في كل المحافظات الي اعلان رفضها لهذا العنف وهذا التخريب والتدمير. كان من نتيجة ذلك ان قامت هذه القبائل والعشائر بتشكيل تنظيمات شبه عسكرية تحت اسم الصحوة لمواجهة هذه التنظيمات المسلحة المتطرفة ولا يستطيع احد ان ينكر نجاحها في القضاء علي بعضها والحد من أخطار بعضها الاخر. هذا الامر لم يلق ترحيبا من المتطرف الشيعي نور المالكي وهو ما دفعه إلي شن حرب علي قوات الصحوة ومحاصرتها ومنع كل أنواع الامدادات عنها. هذه الخطوة العنيفة من جانب المالكي الذي قام بتشييع الجيش المفتقد لكل مقومات العسكرية والنظام والانضباط.. كانت الطريق الي اضفاء القوة علي التنظيمات المسلحة الاخري المتطرفة ومنها تنظيم »داعش»‬. ومع استمرار اخطاء المالكي وتضاعف مشاعر غبائه وتطرفه أعطي فرصة لتعاظم قوة هذا التنظيم التكفيري الذي نقل نشاطه الي سوريا واستطاع الاستيلاء علي مساحات واسعة شجعته علي ان ينقل نشاطه بعد ذلك الي الشمال العراقي والاستيلاء علي الموصل ومناطق انتاج البترول. إذن فإن ظهور »‬داعش» كان محصلة لسياسة المالكي.. أخيرا ولحسن الحظ تنبه الشعب العراقي شيعة وسنة لهذه الحقيقة متأخرا ودفعه ذلك الي الخلاص من حكم المالكي ولكن بعد إيه.. وبعد هذه التعبئة العالمية ضد خطر داعش تبين ان الوسيلة الوحيدة والمجدية للقضاء علي هذا التنظيم اصبحت مرهونة بنجاح الحكومة العراقية الجديدة التي يرأسها العبادي في لم شمل الشعب العراقي. انه يحاول اصلاح اخطاء المالكي ويعد نجاحه في هذه المهمة إيذانا بانتهاء ظاهرة داعش. وإنا لمنتظرون.