ما بين مصر والسعودية كثير، قديما كان أو حديثا، لا يدركه كله إلا كبار مسئولي البلدين، وعلي مر العصور التاريخ شاهد علي ذلك ووثق بعضا منه بين طياته.. ومنذ فترة ليست بعيدة نفخ الكثير من المغرضين في نار الفتنة لتأجيج أزمات عدة بين القاهرة والرياض، بل إن بعض شياطين الإنس حاولوا الوقيعة بين البلدين الشقيقين لكن محاولاتهم باءت بالفشل، وفقا لحديث مسئول سعودي بارز.. أما في وقتنا الحالي فيتيقن جميع العقلاء في المنطقة مسئولين أو عامة أن أساس استقرار منطقتنا الحقيقي في العلاقة «المتينة» بين مصر والسعودية، فهما معا يشكلان العمود الفقري لاستقرار تلك المنطقة، وتدرك كافة الدول الخليجية والعربية وحتي العالمية تلك الحقيقة الواقعية.. فلا غني للسعودية عن مصر ولا غني لمصر عن السعودية، وكلتا الدولتين وقيادتا البلدين يدركان ذلك الواقع الراسخ، ولم ولن يتغير بتغير القيادات، حتي في الغرف المغلقة ذلك الواقع مطبق دون جدال، بعيدا عما تحمله «الأنفس».
عندما أعلنت السعودية عن تحالف إسلامي عسكري بقيادتها يضم 34 دولة بينها مصر، لم يكن الأمر مفاجأة بالنسبة للقاهرة وإنما تم تشاور وتنسيق منذ فترة علي هذا التحالف قبل أن ترسل الرياض الدعوات لكثير من الدول لتأسيس تحالف إسلامي واسع لمحاربة الإرهاب، وكانت الرياض خطوة بخطوة مع القاهرة في التنسيق قبل الإعلان الذي تكلل بمناقشات «أخوية» بعده بساعات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القاهرة، ثم الاتفاق في ختام الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق المشترك علي زيادة استثمارات السعودية في مصر علي 30 مليار ريال وتوفير احتياجاتنا من البترول لمدة 5 سنوات.
هذه هي العلاقة الحقيقية بين مصر والسعودية، ولو كره المغرضون.. وإن كان لي عدة ملاحظات علي ذاك التحالف، سنتركها حاليا لنري «صورته» خلال الأيام القليلة القادمة.