يؤكد العلم الحديث ان «مجمع البحرين» يقع بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليجى العقبة والسويس بجنوب سيناء.. هذا ما أكدته البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى فى سيناء فقد كشفت تقنية تصوير الأقمار الصناعية عن مكان لقاء سيدنا موسى والخضر والتوصيف اللغوى لكلمة «مجمع البحرين» لا ينطبق جغرافيا على أى مكان فى العالم الا فى رأس محمد، كما كشفت الاقمار الصناعية موقع صخرة الحوت حيث لقاء موسى والخضر وهى الصخرة الوحيدة التى تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وأن المسافة المرجحة التى قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ نحو كيلو مترين كما اظهرت الرصيف البحرى الذى رست عليه سفينة الخضر والذى يقع على بعد 300 متر من صخرة اللقاء، ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجانى على الشاطئ لمسافة خمسين مترا حتى الغاطس وعرضه بين 6 و8 أمتار، وان خط سير السفينة يؤكد انها كانت قادمة من خليج السويس فى طريقها الى خليج العقبة وذلك لوقوع خليج السويس تحت سيادة مصر القديمة والدولة ذات النفوذ بالمنطقة ولم يكن يجرؤ أحد على القيام بعمليات قرصنة ضدها.
> سحرت بجمالها أباطرة وملوك كبرى الدول الاوربية. فاتنة أحبها خديو مصر فى شبابه فكانت لها اهتمام وخصوصية لم يتلقه أعظم الملوك والامراء فى حفل افتتاح قناة السويس جاءت إلى مصر لأول مرة فى 23 أكتوبر 1869 قبل الافتتاح بشهر حتى يستعيد حاكم مصر ذكريات حبه لها.. انها الامبراطورة الفرنسية.. أوجينى التى ولدت فى 5 مايو 1826 فى غرناطة بأسبانيا وأجادت الانجليزية والفرنسية ولجمالها العالى وأناقتها الفائقة، وذهنها المتقد أعجب بها نابليون بونابرت امبراطور فرنسا ونال شرف الزواج منها فى يناير 1853 لتصبح امبراطورة البلاد لمدة 17 عاما تمرست خلالها على الامور السياسية حتى ازداد نفوذها على حساب زوجها.. تلقت الامبراطورة أوجينى دعوة الخديو اسماعيل حاكم مصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس فى 16 نوفمبر 1869 ويذكر ان اسماعيل فى ريعان شبابه واثناء دراسته فى فرنسا وقع فى غرام فتاة شابة ليفاجأ بها بعد ذلك امبراطورة لهذا نالت اهتمامه اثناء حضورها لمصر فى حفل افتتاح القناة.
«أوجينى» ليست امبراطورة فرنسية فحسب بل امبراطورة مملكة الخديو اسماعيل ذاته الذى رتب لها الكثير من الامور لاكرام حبيبته فانشأ قصر الجزيرة على الطراز الفرنسى صورة طبق الاصل لقصر «التويليري» حتى تشعر بأنها مازالت فى فرنسا وأمر بزراعة حبوب زهرة الكرز بحديقة القصر بعد ان أبلغته باشتياقها لعطر هذه الزهور وأمر بانشاء شارع الهرم بعد أن طلبت منه «أوجيني» زيارة الاهرامات وأمر بانشاء حديقة الجبلاية والتى تبلغ درجة عالية من الجمال والأناقة لتتمتع بها الامبراطورة.. وفى يوم الافتتاح استقبل الخديو اسماعيل الامبراطورة «اوجيني» على رصيف ميناء بورسعيد والذى سمى على اسمها واصطف الجنود على الرصيف والسفن أمام الميناء وبعد تناول الغداء عزف النشيد الوطنى الفرنسى ودخل الخديو والامبراطورة الى مكان الاحتفال فى المقدمة وخلفهما باقى الملوك والأمراء واطلقت المدافع النيران كنوع من الحفاوة وفى نهاية زيارتها أمر اسماعيل بإنشاء غرفة نوم من الذهب الخالص زينتها ياقوتة حمراء ونقشت حولها عبارة بالفرنسية هى «عينى على الاقل ستظل معجبة بك الى الابد» وكانت هذه الهدية هى آخر ما قدمه اسماعيل لاوجيني.
وبعد عزل الخديو اسماعيل عام 1879 وثورة الفرنسيين ضد «اوجيني» بسبب هزائم فرنسا فى حربها السبعينية ضد روسيا هربت الامبراطورة الى انجلترا وزارت مصر بعد الكوارث التى اصابتها واثناء وجودها بمحافظة بورسعيد طلبت السفر الى القاهرة لتشاهد قصر الجزيرة بحديقة الجبلاية وأثناء سيرها على قدميها اللتين فقدتا حيوتهما ذرفت عيناها الدموع الحارة لما تذكره عقلها من كون كل هذه القصور والمتنزهات تم بناؤها لجمالها ورونقها وأناقتها خديو مصر لحسنها.
حكمة : التقرب إلى الله يوسع دائرة الرؤية وينقى الصورة فتبدو الأشياء بحجمها الطبيعى بعيدا عن خداع النفس وتغييب العقل.