«أعتقد أن العلاقات المصرية التركية والعلاقات المصرية القطرية لن تبقى على هذا الحال»، جملة قالها السفير السعودى بالقاهرة أحمد قطان فى مؤتمره الصحفى الخميس الماضى، ردا منه على علامات استفهام حول جمع التحالف الإسلامى لمحاربة الإرهاب لكل من مصر وتركيا وقطر فى الدول المشاركة، رغم علاقاتنا المضطربة مع الدوحة وأنقرة.. وقبل ذاك المؤتمر كان حوار سامح شكرى وزير الخارجية مع الإعلامى وائل الإبراشى عندما تحدث بدبلوماسية عن علاقة مصر مع كل من قطر وتركيا.
الواقعة الأولى من قطان جاءت بخبرة منه انطلاقاً من قاعدة أن العداء بين الدول مهما كان حجمه فسينتهى فى وقت ما إن قصر مداه أو بعد، ودليله القوى على ذلك ما كان بين السعودية ومصر فى خمسينيات القرن الماضى، ثم تطورت العلاقات فى الاتجاه الإيجابى على مدار السنوات الماضية لتصل إلى أوج قوتها.. أما فى الواقعة الأخرى فما قاله شكرى كان نابعاً من دبلوماسيته وسياسة مصر بأن يديها مفتوحه للجميع.
لم تحمل الواقعتان أى رسائل مباشرة أو غير مباشرة حول قرب عودة علاقات مصر مع الدوحة وأنقرة أو حتى تطورها فى الإتجاه شبه الايجابى، إلا أن عددا من الصحف ووسائل الإعلام ارتأت أن هاتين الواقعتين تنم عن رسائل خفية خطيرة بأن هناك عودة لعلاقات مصر مع الدولتين، وراحت فى اتجاه الاجتهاد والفبركة الممتزجة ببعض الإفتاء حول تلك التطورات الإيجابية.. ولكن واقع الأمر بعيد تماماً عن ذلك، فلا يوجد أى تطور فى الساحة الإقليمية أو الدولية، ليعيد علاقات مصر مع قطر وتركيا، حتى التحالف الإسلامى ذاته غير المعروف هويته حتى الآن، غير قادر على «التصفية» فى وقتنا الحالى.
ملخص الأمر.. تركيا تتدخل بشكل سافر فى شئوننا وتدعم الإرهاب، وقطر تؤوى إرهابيين نريدهم.. ومصر لن تتنازل، حتى وإن توسط الأشقاء، فلنا ما لنا وعلينا ما علينا.