انا بلا قافية افهم في الصحافة اجدع منك ومن رئيس تحريرك ومن الافندي اللي اسمه السعدني ده ويمين الله لو وقع تحت ايدي النهارده لابططه
في قسم الشرطة وجد السعدني مطربا شهيرا في هذه الأيام ليس في مصر.. ولكن في العالم العربي.. اسمه فايد محمد فايد ومعه محام وطلب تحرير محضر ضد نصاب.. وأصل الحكاية ان احدهم تقدم للمطرب علي انه صحفي وطلب عمل لقاء معه وعندما شاهد نيشانا مرصعا بالذهب والجوهر معلقا علي الحائط سأل المطرب عن هذا النيشان فأجاب الاخير بأنه هدية من «باي» تونس فقال الصحفي اياه اذن سوف اخذ النيشان لكي انشر صورته مع الحوار المهم ان المطرب اكتشف اختفاء الصحفي والنيشان وبحث عنه في كل مكان وتبين انه ينشر اخبارا بمقابل مادي لبعض الصحف الاسبوعية وانه يعمل في بيع العطور لركاب الدرجة الثالثة في قطار وجه بحري.. وكتب السعدني حكاية فايد محمد فايد مع الرجل النصاب الذي ادعي انه صحفي وحصل انشكاح شديد للعم مأمون الشناوي من وقائع القضية وطريقة تناول السعدني لها.. واثني زملاء السعدني في مجلة «الستار» علي موضوع السعدني الذي كان ابرز مافي المجلة في ذلك الاسبوع من العام «1950» وكان زملاء السعدني هم الكاتب الكبير المهضوم الحق احد اعظم كتاب مصر عمنا صلاح حافظ والكاتب الكبير يوسف فكري.. وذات يوم كان السعدني يجلس وحيدا في مكتبه يتصل بقسم البوليس ليتعرف علي الجديد من القضايا فاذا برجل يشبه الاتوبيس النهري يمسك بعصا لا يدل شكل الرجل ولا شكل العصا انها تساعده علي المشي ولكنها بالتأكيد لزوم الخناق والعراك والنزال.. ضرب الرجل بعصاه بقوة علي ارضية المكتب فارتعشت فرائص السعدني.. وسأله الرجل انت محمود السعدني .. فالقي السعدني بالسماعة علي الارض وتسارعت ضربات قلبه وتعطلت لغة الكلام فملامح الرجل كان مرسوما عليها كل علامات الشر بالاضافة الي غلظة لا مثيل قوة تدعمها قوة جسمانية اشبه بقوة وحيد القرن وقام السعدني من مكانه مرحبا بالرجل وحمل له كرسيا وطلب منه ان يجلس عليه ثم قام بالذهاب الي عامل البوفيه وهو يقول له.. واحد ليمون ساقع لسعادة الباشا ولم ينس السعدني ان ينبه علي الفراش الا يذكر علي الاطلاق انه محمود السعدني وجلس السعدني الي جانب وحيد القرن وهو يقول حضرتك عاوز زميلنا محمود السعدني.. فرد الرجل بسؤال.. انت مين الاول فأجاب السعدني.. انا علي برعي مدير التحرير فضرب الرجل بعصاه فزلزل الحجرة مرة أخري وهو يعاتب السعدني قائلا.. وينفع يااستاذ برعي يامدير التحرير تنشر كلام فارغ لصحفي بيألف كلام فاضي ويتهم اشراف الناس بالسرقة والبلطجة ويضيف الرجل.. انا بلا قافية افهم في الصحافة اجدع منك ومن رئيس تحريرك ومن الافندي اللي اسمه السعدني ده ويمين الله لو وقع تحت ايدي النهارده لابططه بالشومة دي.. ويحاول السعدني ان يستجمع قوته ليبدو متماسكا امام هذا الوحش البشري ويقول.. هو ايه اللي حصل ياسعادة الباشا فيخرج من جوف الرجل صوت اشبه بالرعد والعواصف.. بقه تكتبوا عني.. اني نصاب.. وتقول ايه اللي حصل وحاول السعدني تهدئة الرجل وتطييب خاطره.. وانتهت محاولات السعدني بالنجاح بعد ان وافق الرجل علي العمل في الجريدة مقابل عشرة جنيهات في الشهر تعويضا له عما لحق به من اضرار.. ولكن الرجل قال انه لا يسلم الشرف الرفيع من الاذي الا بعشرين جنيها ووافق السعدني علي الفور وكتب عقدا مع الرجل.. وامسك الرجل الوحش بالعقد ووضعه في جيبه مع وعد بالعودة في صباح الغد لمقابلة رئيس التحرير والادارة لتفعيل العقد.. وبالفعل حضر هذا الوحش البشري في اليوم التالي وقابل الاستاذ ابراهيم البورداني الصحفي والروائي الكبير وعندما قرأ العقد وقع من شدة الضحك بينما الوحش البشري احمرت جبهته وبدأ يتحسس عصاه وهو يسأل.. هي إيه الحكاية؟! فرد العم ابراهيم الورداني قائلا ده محمود السعدني هو اللي عملك العقد.. واضاف الورداني قائلا تعيش وتاخد غيرها