لاتعرف إن كنت تتحدث عن الداخل.. أم تتناول الخارج باعتباره الأهم تأثيرا!! الأمران يحتاجان التأمل.
الإسلام في الداخل يتعرض لكبوة.. كأن الدين مسئول عن الانحرافات السياسية.. سقوط القناع من وجه الإخوان أضر بالدين.. حالة الارتعاش التي يعيشها السلفيون أضرت أيضا بالدين.. حالة التيه التي تعيشها الجماعة الإسلامية تؤدي إلي نفس الضرر.. أما الأكثر ضررا فحالة الأزهر.. الذي يبدو كرجل مشلول لا يتحرك لكن يتحدث!!.. كذلك عودة الأجهزة الأمنية للتعامل مع المتدين بريبة.. وهو ما يطلق عليه خبراء الأمن «توسيع الاشتباه».
النتيجة النهائية: انحسار الدعوة.. وتضييع الدين.
النتيجة بعد النهائية: تضييع الوطن!!...كيف؟!.
الأجيال الصاعدة خاوية.. لا دين.. لا أخلاق.. لا قدوة.. وهؤلاء هم قادة المستقبل.. سيكون منهم رجال الجيش.. رجال الشرطة.. رجال القضاء.. رجال التربية والتعليم.. سيكون منهم المواطن الذي يعتبر أساس التحدي.. وأترك لك أن تتخيل النتائج.
من ثم يجب أن نعود إلي الدين.. إلي «صحيح الدين».. صدقوني أيها القائمون علينا: بناء الإنسان علي قيم الدين يجعله مخلصا.. لأن كل قيم المواطنة في الدين.. حركوا الأزهر الشريف.. ضعوا له خطة دعوية سليمة.. إجعلوا الناس تثق برجال الأزهر.. لكي يصدقوا كلامهم.
أما الإسلام في الخارج فيتم ذبحه!!.. أتعرف لماذا؟! لأننا تركنا إسرائيل تعبث.. وكأننا نخاف أن نعلن ما نعرف.. تأكد أن كل الفصائل المختلة من صناعة إسرائيل.. تأكد أن كل أعداء الإسلام من صناعة إسرائيل.. مهما كانت ديانتهم.. أو عقيدتهم.. ولو بحثت خلف هؤلاء الأعداء.. ستجد إسرائيل خلف الستار.
إذن علينا مواجهة الواقع.. علينا مواجهة عدونا الأول.. سواء دبلوماسيا.. أو قتاليا.. هو قدر محتوم.. سيتحقق يوما.
علي الحكام المسلمين تجهيز أنفسهم لذلك.
لكن السؤال: ماذا لو لم يجهزوا أنفسهم للمواجهة؟!
ستضيع منهم البلاد.. وسيفقدون المقاعد الوثيرة.. والسلطة
والسلطان.. ويتحول الذي سيبقي منهم إلي مجرد تابع..
ينفذ ما يملي عليه من الحاخامات.. سيبقي علي كرسيه
مهينا.. لا يستطيع القرار.
يا ناس ليس المسلمون قليلا.. لكنهم متباعدون بشكل مدهش.. والحل يبدأ من عند القادة.. فلا بد من توحدهم.
هل يتوحد المسلمون؟!
نعم لو توحدت المصلحة.. مصلحة الحكام.. ومصلحة المحكومين.
ما هي مصلحة الحكام؟!
... الاستمرار.
ما هي مصلحة المحكومين؟!
...توافر عناصر المعيشة.
شـئ يشـبه السهل الممتنع.
...نعم هو سهل.. لكن لماذا يمتنع؟!.. لأسباب عديدة.. أساسها النصوص التراثية التي تكبل العقل المسلم.. وتفتت المسلمين إلي طوائف وفصائل.. وهي موجودة في كتب السنة والشيعة وغيرهم من الفصائل.. ولا يمسها مسئولو الدين!! لقداسة كاذبة اكتسبتها من الزمن.. والمطلوب أن يعرضها رجال الدين علي كتاب الله.. ويستبعدوا ما يخالفه.. وهي الخطوة الأولي علي الطريق.. لأنها ستوحد وجدان المسلمين.
بعدها يضع الحكام كل المصالح علي مائدة واحدة.. ويكون البحث حول كيفية التوافق لتحقيق المصالح.. بدلا من التحايل والمكائد.. وهي أمور من خارج الدين.