سؤال أصبح يبدو لي مملا ومكررا.. سؤال يصر علي أن تكون إجابته تحمل طابع الترهيب لا الترغيب.. وكأن ماحدث به وفيه لم يكن حلما من أحلام المصريين..
خاصة أنني لست معنية بخلاف ساذج يروج لتفاهة غير مرغوبة.. خلاف يريد أن يجر ثورة كريمة - ولكنها اختطفت- إلي معركة المقارنة بينها.. وبين ثورة أخري كانت ضرورة واختيارا شعبيا خالصا وإرادة حرة مصرية حالمة.. ثورة أرادت أن تأخذ بيد سابقتها التي حركتها.. كي تنقذها من الأسر من يد مجموعة استطاعت أن تختزل الوطن في رؤية إقصائية إرهابية تريد أن تغير هوية الوطن والمواطن!
هي إذن رغبة مني في تجاوز من يصنعون المعارك الزائفة التي تريد أن تلهي المصريين - وخاصة الشباب منهم- وتأخذهم إلي معارك جانبية.. لتحويل أنظارهم إلي الماضي.. بدلا من النظر للمستقبل.
بعيدا.. عن كل من يريدون هزيمة فرحتنا.. بأننا بثورتين مصريتين خالصتين.. وضعنا أقدامنا علي طريق التفاؤل.. حقا هو طريق طويل وشاق وصعب.. إلا أنه هو طريق الحياة التي اخترناها لنلج إلي جنة وطننا.. فرحين بأننا صناه من أكبر مؤامرة حيكت ببراعة ووحشية بالغة لمنطقتنا.. مؤامرة شرحوا لنا خطواتها مقدما بكل وضوح.. وشفافية.. واستقواء واستعلاء.. بل ورسموها لنا بالخرائط الممهورة بدماء أبناء منطقنا العربية !
وبعيدا.. أيضاعن كل تلك النفوس الهائمة علي وجوهها من المصريين المتآمرين علي الوطن.. سواء هم يختبئون في كهوف الحقد داخل مصر أو يتلطمون علي بوابات البلدان الغريبة المتواطئة ضد بلدنا العظيمة.. بعيدا عن تلك النفوس التي انتزعت من داخلها أجمل مشاعر الآمان والحنان.. ألا وهو حضن الوطن..ذلك أن النهاية المطلة علي أقدارهم تؤكد أنهم اشتروا الضلالة والضلال.. وأن تجارتهم ستبور عند منعطف اليقظة!
بعيداعن كل هؤلاء سأعيش هذا اليوم في حالة تفاؤل وسعادة وأمن نفسي.. كي أتمكن من استشراف واستطلاع واستجلاب المستقبل الواعد لأبنائي.. وكل أبناء بلدي.. ولأحلامي ولكل أحلام بلدي.. ولكي أسأل استجابة دعائي بالخير والسلامة والستر لوطني ولكل أبناء وطني.. وسأقضيه في تذكر وتفكر وتدبر قصص البطولة العظيمة لكل من ضحوا من أجلي بلدي.. من استشهد منهم.. ومن أصيب.. ومن عاش رافعا الرأس ومن فوض ومن استجاب.. سأعيش هذا اليوم العظيم الذي يستحق منا أن نفرح ونفهم ونعمل ونصبر ونستعيد أخلاق الكرام.
مسك الكلام..
الأوطان لاتبني بأفعال التأفف والنقد والإقلال من كل مقام ومقال.. الأوطان تبني بالعمل الجاد المتقن والضمير اليقظ.. ومحاربة الفساد والمفسدين..وبالاعتراف بالفضل.. وبالثقة بالنفس.. وبأن نحمد الله أننا مازلنا نملك وطنا رائعا.