بداية جادة ومبشرة بالخير باعثة لروح الأمل والتفاؤل تلك التي استهل بها الدكتور رضا فرحات عهده كمحافظ جديد للقليوبية، فالرجل الذي لم التقه أو أتعرف عليه شخصيا حتي الآن أظهر من التعامل المباشر والاحتكاك بالمواطنين وفي جولات يومية أسفرت عن كشف المستور وتعرية السلبيات التي كثيرا ما نكدت علي المواطنين حياتهم ودفعت المحافظ الجديد إلي اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة ضد المتخاذلين من رؤساء المدن والأحياء والمستكفين منهم بالجلوس علي المقاعد الوثيرة تداعب جباههم نسائم هواء أجهزة التكييف المنعشة، وعدم التقائي بالرجل لم يكن من باب الغفلة أو عدم الاهتمام وإنما لأنني أؤمن تماما بمقولة السلطان من لم يعرفه السلطان، ولم يكن أبدا في نيتي الكتابة عن الرجل لا مدحا ولا ذما إلا أن ما أسمعه وألمسه وأراه يتحقق علي أرض الواقع أوجب علي إعطاء الرجل حقه خاصة أنه ليس من النوع الذي يغريه الثناء ولا يتقرب للإعلاميين لتلميعه بورنيش النفاق، فالرجل لا يهدأ أبدا وجولاته الميدانية اليومية لا تنقطع ولا تتوقف فها هو مع الفلاحين في قرية طحلا يستمع ويناقش معهم مشكلة تقاوي البطاطس الفاسدة التي باعتها لهم الجمعية الزراعية ويأمر بالتحقيق الفوري والعاجل ويقرر صرف التعويضات للمضارين، وها هو يفاجئ المستشفيات العامة ويحيل 117 طبيبا ومسئولا وممرضا للتحقيق في مستشفيات بنها التعليمي والخصوص والخانكة المركزي لتغيبهم وتردي الخدمة الصحية، وها هو يأمر بتطهير ترعة الكفر بطوخ بعد أن تبين أنها غير مدرجة بجداول التطهير بالري، وها هو يحيل رئيس مدينة إلي التحقيق ومعه مديرو الإدارات الهندسية والتنظيم لتقاعسهم في مواجهة عقارات مخالفة أدي بعضها إلي حدوث ميل وتصدعات بمئذنة مسجد ببنها والتراخي في مواجهة التعديات علي الأراضي الزراعية، وها هو مع المثقفين في قصر ثقافة القناطر الخيرية ثم مع الغلابة في شبرا الخيمة يمهد لهم طريقاً أغلقته شركة كانت تقوم بعمل تجديدات وتركت الأتربة والحجارة تسد الشارع فتمت إزالة المخلفات بلوادر الحي وإعادة فتح الشارع وتغريم الشركة، وأكثر ما أعجبني في قرارات الرجل اقتحامه الملف الشائك لمكمورات الفحم التي سممت سكان قري عديدة وأصابتهم بالربو والاختناقات الدائمة من سحب الدخان المنبعثة من مكامير الفحم وقراره بإزالة إحدي المكمورات وتصريحه بأنه يبحث عن تشريع لحظر إقامة مكامير الموت وسط الكتل السكنية فتحية حب وتقدير لهذا الرجل وأمثاله من أبناء مصر المخلصين.