لا يطربني أن يخرج المسئول،  أي مسئول، ليلعن الواقع ويشخصه، ويشرح أسباب الحال المايل الذي نعيش فيه ليل نهار، ولكن ما سيطربني، ويطرب أي مواطن في هذا البلد هو أن يخرج هذا المسئول، ويقول لي وسائل وطرق الحل، والأهم أن يقول لي أول خطوة في سلسلة الحلول للخروج من النفق المظلم والحظوة الثانية والثالثة وهكذا. الناس شبعت تشخيصا، وأي واحد يجلس علي القهوة، ربما يعرفها، ويستطيع ان يعددها لك في كل مجال من المجالات.. الناس تنتظر أفعالا، ولا تأكل من كثرة الكلام والوعود الوردية.. وأي مسئول لا يجب ان ينام وضميره مرتاح معتقدا أنه أدي الذي عليه عندما صارح الشعب بحقائق الأمور الصعبة. نصف الطريق لعلاج المريض ان يعرف حقيقة مرضه، ويستطيع الطبيب التشخيص الصحيح وبعدها يضع خطة العلاج التي قد تتضمن في مرحلة من المراحل، تدخلا جراحيا لإزالة أورام هنا أو هناك. مصر مليئة بالجراحين العظام، وما آراه حتي الآن مجرد استخدام مسكنات لمريض يعاني من تفشي الاورام، والأمر يستلزم تدخلا جراحيا هنا أو هناك لإزالتها حتي لا تقضي علي المريض نفسه. المريض قد يسعد بالطبيب الذي يهون له الأمر، ولكنه سيصحو يوما علي كابوس يستحيل معه العلاج، وتبقي رحمة الله ان يلقي المريض الله بدون ألم مبرح، ولكن الجراح الشاطر هو الذي يشخص الحالة، ويصارح المريض في الوقت المناسب، ويزرع فيه الأمل مع ألم أول مشرط يضربه لإزالة الورم. السيد الرئيس: ابتلاك الله باختيارك لهذه المهمة الصعبة، كن جراحا صاحب قرار ورؤية ولا تخشي إلا الله.. المريض يتحمل الألم أملا في غد أفضل.