يتوقف القارئ محمد عبد العزيز أمام إساءة استخدام المسئولين لصلاحياتهم وسلطاتهم، كأحد أشكال الفساد وأكثرها خطورة، وهو أمر يحتاج بالفعل إلي المناقشة، والأهم وضع الضوابط لمحاسبة المسئول ومساءلته. الأستاذة/.... تحية طيبة أشرتم في مقالكم المنشور12/25 لظاهرة الفساد المتفشي في البلاد، والتي تنخر في عظام الأمة، والحقيقة أن هناك نوعا من الفساد لا يقترب منه أحد الا نادرا، خوفا  مــــن الـــتـــعـــرض لـــلـــمـــشـــاكـــل، وهـــو التعسف في استخدام السلطة، وإســـــــــاءة تـــطـــبـــيـــق الـــصـــلاحـــيـــات المــمــنــوحــة لـــلأجـــهـــزة الحــكــومــيــة المــخــتــلــفــة، وهــــو مـــا يــخــلــق هـــوة سحيقة بين المواطن والحكومة، ويحول دون الانطلاق نحو آفاق وأمــــثــــلــــة هــــــذا الــــفــــســــاد تــطــل عــلــيــنــا بــــين الحـــــين والآخـــــــر فــي وســــائــــل الإعــــــــلام، لـــكـــن لــلأســف يــقــابــل ذلــــك بــالــتــجــاهــل الـــتـــام، لا تـــتـــم مــــســــاءلــــة أو مــحــاســبــة المــســئــول عـــن الــتــعــســف، وكــــأن لا حياة لمن تنادي.. الأمثلة عديدة أخطرها هو التوسع في الحبس الاحــــتــــيــــاطــــي، وهــــــو مـــــا أشــــــارت اليه لجنة تقصي الحقائق بعد  ٣٠يــونــيــو.. وقــد يــرد البعض بأن الحــــبــــس الاحــــتــــيــــاطــــي هـــــو حــق الــنــيــابــة، وهـــو قـــول حـــق يــــراد به بـاطـل، لأنــه بالتأكيد ليس حقّا رابـــــــــط، أنمــــــا يـــســـتـــوجـــب وجـــــود ً مــطــلــقــا يمـــــارس دون ضـــابـــط أو شــكــوك وأســانــيــد قــانــونــيــة جـــادة إنـــــــــنـــــــــا نــــــســــــمــــــع الآن عــــن انـــطـــلاق أعـــمـــال لجــنــة الإصـــلاح التشريعي، فهل تتطرق اللجنة  لـــــهـــــذا الجــــــانــــــب الخــــطــــيــــر مـــن الــــفــــســــاد والخـــــلـــــل فـــــي الـــنـــظـــام  الحكومي المصري، ووضع الآلية الكفيلة بمحاسبة أي مسئول أيا كــان منصبه، أو أيــا كانت الهيئة  الــتــي ينتمي إلــيــهــا، إذا مــا أســاء اســتــخــدام صــلاحــيــاتــه، وتعسف في حق أي مواطن. ولك االله يامصر. محاسب محمد عبد العزيز السيد