يتصور أن العالم كله ينتظر سماع كلماته لأنهم من وجهة نظره أدركوا أن هدفه المصلحة الإنسانية، يري أن الله خلقه طبيبا يصف الحالة، يدرك أن الله منحه صك الحقيقة وحده، لديه يقين غريب بأن مخابرات العالم وكل السياسيين والإعلاميين وكبار الفلاسفة يستمعون لرؤيته الثاقبة الخارقة.
وصل إلي قناعة فشل الجميع في إثنائه عنها بأنه «طبيب الفلاسفة».
لا أتحدث عن شخص بعينه «ليس تزيدا ولكن خوفا من العواقب» فالأطباء الفلاسفة كثر حكاما كانوا أو محكومين، زعماء وإعلاميين وخبراء استراتيجيين وحتي معارضين،عربا وآسيويين، وأفارقة.
قد أتقبل نظرية «طبيب الفلاسفة» من بين المحكومين، ولكني لا أستوعب قدرة الحاكم علي وصوله إلي قناعة كونه «طبيب الفلاسفة».
أنظمة شمولية حاكمة، ترفع لواء الإسلام أو حتي الشيوعية، تصف نفسها بالديمقراطية وهي منغمسة في كونها أنظمة استبدادية إلي أقسي الدرجات.
تحول كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية ورغم أنه أصغرهم سنا إلي ملهم، لا يتصرفون بطريقته الفجة المرعبة، ولكن نتائج تصرفاتهم تثير هلعي وهلع الكثيرين.
بنظرة سريعة علي تجارب «طبيب الفلاسفة» أيا كان وفي كل الأزمنة سنجد أن له مؤيدين كثرا، لا أنكر علي القطاع العريض من المؤيدين وطنيته، ولكني أيضا لا أنكر الدور الأكبر والواضح لأصحاب المصالح والمنافقين الذين يتزعمونهم.
أسئلة كثيرة لا أجد لها إجابات، وطريق إلي مستقبل مظلم لا أري فيه أي سراب لنور.
67 عاما مرت منذ صدور رواية 1984 للكاتب الإنجليزي جورج أورويل ولكن عباراته مازالت تصف الواقع.
« إذا أردت تصور المستقبل، تخيل حذاء برقبة طويلة يدهس علي وجه إنسان للأبد، وإذا أردت أن تحتفظ بسر ما، فعليك أن تخفيه عن نفسك أيضا، أصبح التفكير المزدوج هو القدرة علي التفكير في فكرتين متضادتين في نفس الوقت وتبنيهما معا، وأضحت القوة تكمن في تدمير العقول وتحويلها إلي أشلاء، ثم إعادة بنائها مرة أخري في شكل جديد حسب اختيارك».
من يتحكم في الماضي يستطيع التحكم في المستقبل، ومن يتحكم في الوقت الحالي يستطيع التحكم في الماضي، دائما ما ينحصر اختيار الإنسان بين السعادة والحرية لكن معظم البشر تري أن السعادة أفضل.
الائتلاف أو التحالف يسعي وراء السلطة من أجل مصلحته فقط، لسنا معنيين بمصلحة الآخرين، نحن نسعي وراء السلطة، والسلطة المطلقة فقط.
باتت الحرب هي السلام، وانسلخت الحرية إلي العبودية، واحتال الجهل ليصبح قوة.
لن يستطيعوا ممارسة التمرد طالما ظلوا مغيبين عن الوعي، ولن يستطيعوا استعادة وعيهم ما لم يتمكنوا من ممارسة التمرد».
«الأخ الأكبر يراقبك».