ومن يُفتي بجواز الاقتتال بسبب مقعد الحكم يكون باطلاً ضالاً، فلا إقتتال بين المسلمين، لابد أن تتدخل طائفة ثالثة للصلح

لا تحلموا بعالم سعيد.. فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد، هكذا قال الراحل الكبير أمل دنقل، محذراً الشعوب من التفاؤل بقدوم عالم سعيد، معللاً بأن البشرية معرضة لظلم حاكم جبار، وشبهه بالقيصر الذي كان يحكم معظم الكرة الارضية، ولا يجرؤ أحد علي مراجعته.
الارض الان تكتظ بالقياصرة، ومن أسف أنهم جميعاً يلعبون علي الملعب العربي الإسلامي، رغم أن بينهم مسلمين، لكنه إسلام كاذب!!
مثلاً.. هل بشار الأسد مسلم؟!، أبداً فليس في الاسلام هذا القتل البشع، وليس في الإسلام براميل متفجرة، وليس في الاسلام تشريد، ثم إن بشار استقوي بروسيا، ويجري علي يديها قتل الألوف من المسلمين لصالح بشار!!، القيصر بوتين يجامل القيصر بشار بقربان من دماء مسلمي سوريا، وباقي المسلمين صامتون!!
ومن بعيد يأتيك قياصرة الغرب، وعلي رأسهم القيص أوباما، قيصر أمريكا الذي يقوم علي تنفيذ المخطط اليهودي، ويعبث عبثاً نجساً في المنطقة العربية، ونسمع عن طائرة أمريكية تحاول إلقاء السلاح للمعارضة السورية، فيقع بالخطأ في أيدي داعش!!، منتهي الاستخفاف.
ثم إليك القيصر الشيعي، ولج الملعب طمعاً في جزء من الذبيحة، إيران تدعم القيصر بشار بكل ما تستطيع، وتدعم الفصيل المتمرد الذي زرعته في اليمن، فترسل السلاح الي الحوثيين، لكي يقتلوا أهل السنة، ويختطفوا عرش اليمن، وتسأل أين الاسلام في ذلك؟! فيجيبك صادق بأن الاسلام بريء تماماً من كل هؤلاء الضالين.
ولا امنعك من الاندهاش إذا طالعت المشهد التركي، تركيا تضرب المسلمين الأكراد!!، وتقول أنهم وراء التفجيرات الأخيرة، وإن صدق قول تركيا، عليك أن تعاود السؤال: لماذا يفجر المسلمون الأكراد القنابل داخل تركيا، فيسقط المسلمون؟!
الاسلام يسأل: هل في الشريعة قتال بسبب الحكم؟!
الاجابة شديدة الوضوح، فشريعة الاسلام تبيح القتال دفاعاً عن النفس والعرض والأرض، ولا خلاف علي النفس والعرض، لكن تفسير القتال بسبب الأرض قد يكون فيه التباس - الله أعلم - الشرع يؤكد استباحة القتال ضد من استولي علي أرض الاسلام، «إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من ديارهم أن تولوهم»، وهذا يختلف عن الصراع بين المسلمين علي الحكم، ومن يُفتي بجواز الاقتتال بسبب مقعد الحكم يكون باطلاً ضالاً، فلا إقتتال بين المسلمين، لابد أن تتدخل طائفة ثالثة للصلح، فإن بغت طائفة مسلمة علي أخري يقاتل جميع المسلمين الطائفة الباغية الظالمة، «فإن بغت إحداهما علي الآخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلي أمر الله»، لكن غاب هذا المضمون بحرص كل حاكم علي مقعده، فلا يتدخل حكام المسلمين في أي نزاع قد يهدد عرشهم، فيتحولون الي قياصرة علي شعوبهم.
أعتقد أن التحالف الاسلامي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحل المشكلة، ذلك إذا تحلي بشروط الاسلام، والجميع يعرف هذه الشروط التي وضعها الاله، وتتلخص في النية الصادقة، واعداد جيش التحالف، والصبر عند الاقتتال وعدم الاعتداء، وإن كتب الله لهذا التحالف البقاء، فهو فاتحة خير كبيرة.