من مصطلحاته الفلسفية: «في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم.. فقط هناك مصالح دائمة» والشخص المتواضع هو الذي يمتلك الكثير ليتواضع به»
ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني المشهور بأنه داهية سياسية خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية، وكان ضابطا بالجيش البريطاني ومخططا استراتيجيا وسياسيا رفيعا ويعتبر من أهم زعماء التاريخ البريطاني والعالمي الحديث.. وكان خطيبا مفوها استطاع رفع معنويات شعبه اثناء الحرب وكانت خطاباته إلهاما عظيما لقوات الحلفاء ربما لا يعلم الكثيرون انه كان أديبا وفيلسوفا حصل علي جائزة نوبل في الأدب وكانت عن مجمل كتاباته التاريخية وربما لا يعلمون ايضا ان علامة النصر بأصبعي السبابة والوسطي علي شكل «V» وهما اختصار لكلمة «Victory» أي نصر بالانجليزية هي من ابتكار تشرشل ومذكراته الرائعة الصادرة عن سلسلة «اخترنا لك» تؤكد الجانب الأدبي والفلسفي في حياة تشرشل التي وضع في مقدمتها شعارا للعمل هو «التصميم في الحرب والتحدي في الهزيمة والشهامة في النصر والنية الطيبة في السلام» ويقول ايضا عندما سأله الرئيس الامريكي روزفلت «حليف انجلترا» ذات يوم انه يود ان يرشده احد إلي اسم يصلح لان يطلق علي الحرب العالمية الثانية اجاب تشرشل «انها الحرب التي لا مبرر لها فلم يكن في الحق أهون ولا أسهل من منع هذه الحرب التي قضت بالهلاك والدمار علي ما خلفت سابقتها».
ومن مصطلحاته الفلسفية: «في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم.. فقط هناك مصالح دائمة» والشخص المتواضع هو الذي يمتلك الكثير ليتواضع به» و«المسئولية ثمن العظمة» و«امبراطوريات المستقبل هي امبراطوريات العقل» و«سر الحقيقة ليس فعل ما نحب بل ان نحب ما نفعل» و«لديك اعداء.. هذا شيء عظيم فهو يعني انك يوما ما وقفت مدافعا عن شيء ما» و«إذا كنت خارج بلدك فلا تنتقد حكومتك» وهذه العبارات وغيرها تؤكد ان تشرشل بجانب كونه ضابطا في الجيش البريطاني ومخططا استراتيجيا وسياسيا رفيعا كان كاتبا ومفكرا سياسيا كبيرا.
< وكما ان للكثير من القادة والمشهورين وجها آخر غير الذي يعلمه الكثيرون فقد كان صلاح الدين الايوبي الذي حارب الفرنجة وحرر القدس من ايدي الصليبيين واسس الدولة الايوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز، فهناك قلة تنظر إلي تاريخه نظرة نقد في وجه اخر لصلاح الدين رسمه عدد من المؤرخين المصريين والعرب منها الصلح مع الصليبيين وتوريث البلاد لابنائه وهدم الطرقات والاستيلاء علي اموال الجامع الازهر وحرق المكتبات، وهذه تضمنها كتاب «صلاح الدين الايوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين» للكاتب حسن الأمين والكتاب يعتمد علي اقوال جماعة الإعلام الذين كان يصحبهم صلاح الدين في تنقلاته ليذيعوا علي الناس اخباره وكل ما يخص شئون الحكم، فتحت عنوان «مع الناصر العباسي» يقول الآمين: عقب انتصار صلاح الدين في معركة حطين وتحرير القدس، رفض طلب الخليفة الناصر بارسال جيش للمشاركة في استكمال تحرير فلسطين لانه ادرك انه عند تحرير فلسطين كاملة ستصبح ولاية خاضعة للخلافة ويصبح هو واليا تابعا للخليفة الذي ارسل لصلاح الدين يعنفه علي رفضه وأصر الخليفة علي إرسال جيشه لتحرير فلسطين.. وقرر صلاح الدين التمرد علي الخليفة وبدأ يمهد لذلك بالصلح مع الصليبيين والتنازل عما يحتلونه من أرض الوطن وهو جزء من الساحل يمتد من صور إلي حيفا رغم ما فيه صلاح الدين من انتصار وقوة وتقدم لكنه فضل ان يتفرغ لقتال جيش الخليفة وكان يرسل إلي الخليفة يطمئنه انه لم يستسلم للصليبيين.. ولو تعاون صلاح الدين مع الخليفة الناصر لتم توحيد البلاد العربية في حكم واحد يضم ما في حكم صلاح الدين الواصل إلي اليمن وما في حكم الخلافة العباسية.. لكن صلاح الدين أضاع ذلك كله ليظل مستقلا بما في يده من بلاده.