ماذا أكتب عن زيارة الرئيس السيسي لليابان.. فكل مافي اليابان نفتقده.. وأغلب مافي اليابان أيضا نحلم بتحققه في بلدنا.. ولكن الأحلام وحدها لاتأتي بما تشتهي الأنفس!
ودعوني أعترف لكم.. لقد مللت من الكتابة، كما مللتم أنتم من القراءة.. فكل مانكتبه نحن وتقرأونه أنتم مكرر.. والداء المصري تم تشخيصه، والدواء تم تحديده.. ولكن صاحب الداء يرفض الدواء.. ربما لأن الداء قد تمكن منه.. وربما لأن الدواء مر.. وربما لأننا نريد من باب (الاستسهال أو الإهمال أو السلبية) أن نجد من يضع لكل منا الدواء في فمه!
أما من أين تبدأ مصائبنا.. فهي من نقطة البداية التي لاتأتي.. وإذا أتت فإنها لاتكتمل.. فأي مشكلة في مصر مثل مشاكل التعليم أو الصحة أو التنمية أو الزراعة أو الصناعة أو التجارة، أو المرور أو السياحة أو الإسكان أو البيئة أو المحليات أو النظافة ستجدون أننا قتلناها بحثا.. وأغرقناها مؤتمرات.. وملأنا بها ملايين الصفحات من الجرائد..
مشاكلنا دائما تبدأ صغيرة، وتنتهي كبيرة، ثم تتفاقم وتتوحش ولأننا نشخصها دوما، ولانعالجها أبدا فإنها تمتد بشكل سرطاني في خلايا الجسد المصري.. لتتمدد دون حلول جذرية لها، وليقول مسئولونا فلنترك الأمر الصعب لمن بعدنا.. ونقول نحن خيرا فعلوا.. فنحن لانريد من يجبرنا علي تناول دواء مر!
واليوم يأتي لنا السيسي.. يمد لنا يد العون بتقديم الدواء..ويفتح لنا طاقة الأمل بإيجاد الحلول للمشاكل المزمنة.. يحاول أن يطمئن قلوبنا ومشاعرنا قبل عقولنا.. يرفض سياسة الفرد.. ويطالبنا بسياسات فريق العمل.. يرضي بتحمل المسئولية.. شرط أن نخلع سلبيتنا.. ينادي بجودة تعليمنا.. يحفز قيمة العمل.. يصرخ من أجل أن نزرع قمحنا.. وأن نلغي بطالة شبابنا.. يحدثنا عن قيمة الخلق والقيم.. يُؤثر العودة بنا إلي طريق الدين الحقيقي.. يرحل إلي بلاد العالم ليس من أجل فرصة السياحة.. بل لجلب التجارب المتقدمة لنهوض مصر التي آمن بها وبأهلها..
ولكن.. يتألم من انصراف أغلبنا عن التقدم لقيادة الصفوف لمعركة البناء.. ومن عدم التفات معظمنا لخطورة مايحدق بمصرنا من الداخل والخارج.. ويحزن لما يراه من تخاذل شبابنا عن الإيمان المطلق بقيمة الوطن.. ويظل صبره يحفزه علي الصبر.. وقدرة تحمله علي المزيد من الاحتمال.. وإيمانه وخلقه وقيمه علي مزيد من التضحية.. وينتظر كي تلقي دعوته الصادقة لنهضة وطن.. استجابة أمة!
مسك الكلام..
خلاصة الدواء الياباني لتحقيق معادلة التقدم الصعبة.. هو الضمير الياباني والذي = الخلق القويم+ التربية والتعليم+ الانتماء الوطني الجارف + فرق العمل المخلصة المتقنة.. لذا أطالب الرئيس السيسي أن يستورد لنا ضمائر يابانية..كي نبدأ عصر النهضة المصرية.