لم أر في حياتي أغرب ولا أعجب من وزارة الأوقاف ووزيرها الحالي، تلك الوزارة التي تتولي إدارة أوقاف خيرية خصصها أصحابها لأعمال البر وعمارة المساجد، وكلنا يحفظ الحديث النبوي الشريف «من بني لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة» لكن وزير الأوقاف صار له رأي آخر، فالرجل يضع العراقيل أمام أهل الخير ليسد بها كل أبواب التبرع، جاءني فاعل خير وهو حزين وقال لاحظت في العام الماضي أن حرارة الصيف لا تطاق وأن الناس يؤدون صلاة الجماعة والتراويح في شهر رمضان بصعوبة بالغة وعندما تنتهي الصلاة يسارعون متزاحمين علي الأبواب للخروج فقررت التبرع للمسجد بجهازي تكييف خاصة أن المسجد محاط بالمباني، اشتريت الأجهزة وتوجهت مع مندوب الشركة لتركيبها في المسجد وفوجئت بأن المسجد مغلق لأن موعد صلاة الظهر لم يحن بعد، استدعينا العامل فحضر لكنه رفض دخول الأجهزة إلا بعد موافقة مديرية الأوقاف.. وقابلت وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية فوجدته شيخا وقورا جليلا دمث الخلق وقال فعلا هذه تعليمات الوزير لأن تكلفة سداد فواتير الكهرباء مرتفعة جدا ومن أجل ذلك قرر الوزير أن من يريد تركيب أجهزة تكييف أن تكون علي حسابه؟! .
قلت كيف؟ قال يكتب طلبا للمديرية ليتم تركيب العداد باسمه وعليه تقع مسئولية اية مخالفة وتكون العقوبة عليه وليس علي الأوقاف؟ قلت يا مولانا المسجد به عداد إنارة لا يراه كشاف ولم تستخرج له ايصالات منذ 20 عاما ثم كيف يستقيم الأمر وأبواب المساجد تغلق عقب كل صلاة ومفاتيحها مع العمال قال والله يا أخي هذه هي تعليمات الوزير وعلينا السمع والطاعة والتنفيذ؟
انتفض الرجل المتبرع وكتب طلبا وتمت الموافقة عليه فسأل ومتي يتم تركيب الأجهزة وأين أضعها الآن ؟ فرد عليه أحد الجالسين ضعها في أي مكان غير المسجد أما عن وقت التركيب فانه سيتم أولا إرسال الطلب إلي الإدارة الهندسية بالأوقاف لتقوم بالمعاينة ثم يتم اعتماد الطلب واستخراج خطاب موجه من الأوقاف إلي شركة الكهرباء للمعاينة والموافقة ثم تشتري انت العداد، خرجت من مكتب الوكيل اضرب كفا بكف غير مصدق لما سمعت ولحق بي أحد الموظفين وقال تقول إنك صحفي، طيب ما تشوف الوزير يمكن يستثني صاحبك من كل هذه الإجراءات، وقال صاحبي لا إله إلا الله، ما كان لله يصل إلي جيوبهم وما كان لجيوبهم لا يصل إلي الله، اللهم ارحمنا من الأوقاف ووزير الأوقاف.