لم ينج أحد من خدعة محمد علي الكبري للتخلص من اعدائه إلا «أمين بك» الذي نجح في الفرار ليكون الناجي الوحيد من المذبحة، والشاهد عليها
في عام ١٨١١ كان مؤسس مصرالحديثة وواليها محمد علي قد قطع ستة أعوام من حكمه لمصر نواة مشروعه التوسعي في المنطقة وكانت صراعاته الداخلية بين أقطاب المعارضة المحتملة علي حافة الانتهاء بعد أن تم تحجيمها بإبعاد عمر مكرم نقيب الأشراف عن الساحة السياسية غير أن قوة عسكرية لا يجوز الاستهانة بها يقودها أمراء المماليك الذين أرًّقهم صعود محمد علي للسلطة قادما من خارج بلاد ظلت تحت سيطرتهم لعدة قرون فكانوا بذلك يظهرون قوة لافتة لنظر الوالي مما أكد عنده أهمية التخلص منها ومهد لتنفيذ ذلك القرار صدفة عابرة إذ طلب السلطان العثماني من والي مصر تسيير حملة لأراضي الحجاز للتخلص من المد الوهابي مما مهد المسرح لينفذ محمد علي ما عزم عليه.. وفي يوم الجمعة أول ديسمبر ١٨١١ دعا امراء المماليك لقلعة الجبل في احتفال مهيب يشهد مغادرة موكب حملة أحمد طوسون ابن محمد علي إلي الحجاز.. حضر الامراء إلي أعلي نقطة بالقاهرة وجلسوا للتسامر، احتسوا القهوة ثم توجهوا لموكب الحملة ولم يقطع شك أحد أمراء المماليك أو إغلاق الأبواب علي الامراء في أحد ممرات الخروج إلا طلقات رصاص أحدثت هلعا بين الامراء الذين اكتشفوا جنود محمد علي الذين اعتلوا الاسوار وقد انهالوا علي ضيوفهم بوابل من الرصاص أنهي حياة ما بين ٤٠٠ إلي ٥٠٠ أمير في فترة زمنية وجيزة، ولم ينج أحد من خدعة محمد علي الكبري للتخلص من اعدائه إلا «أمين بك» الذي نجح في الفرار ليكون الناجي الوحيد من المذبحة، والشاهد عليها.
كان من تداعيات المذبحة تأثير مباشر علي حياة محمد علي الخاصة تلك المذبحة التي لم يعلم أحد عنها شيئا قبل وقوعها حتي أولاده فأصابه توتر حيث لم يرض ضميره بشكل كامل عن المذبحة فقد أصابت قسوة القتل الممنهج مشاعر أسرة الحاكم ذي البأس واعترضت زوجته «أمينة» علي تصرف زوجها وفضلت مقاطعته حتي وفاتها ولحاقها بضحاياه، كل ذلك دفع محمد علي لاتخاذ قرار بأن تكون المذبحة التي لم يرض عنها ضميره بعد وقوعها بداية لنهضة مصر، وللاصلاحات الشاملة لبناء دولة عصرية حديثة.
> قبيلة «هونزا» التي تعيش بمنطقة جبال «الهيمالايا» المنعزلة عن العالم وتتبع أساليب حياة بسيطة تتيح لهم التنعم بصحة جيدة وعمر مديد يصل إلي ١٤٥ عاما.. تعد واحدة من أكثر المجتمعات سعادة ولا تعرف الامراض إليهم سبيلا فلم يظهر بينهم مريض بأي من أمراض القلب أو السرطان أو السكر أو البدانة أو ضغط الدم أو أي من الاوبئة والامراض المزمنة التي انتشرت في العالم في الماضي والحاضر.. وأعطت نموذجا للنظام الغذائي الأمثل لصحة جيدة.. القبيلة نموذج للاسترشاد والاختيار.. العنصر الاساسي في النظام الغذائي لقبيلة الهونزا هو حبات المشمش المجففة التي تشكل الجزء الاكبر للسعرات الحرارية التي تكتسبها أجسادهم.. متوسط أعمار الهونزا تتخطي المائة ويتمتع نساؤها ورجالها بالخصوبة التي تمكنهم من الانجاب حتي عمر التسعين مما دفع الباحثين إلي تجميع كل الاطعمة التي تتناولها القبيلة وهي الفاكهة الناضجة والبطاطس والجزر والخضراوات الورقية الداكنة واللفت والقرع والتفاح والكرز والكمثري والخوخ والمشمش ومن المكسرات «البندق واللوز» والزيوت المشتقة منها والألبان والدجاج والزبادي والجبن والحنطة السوداء والشعير والقمح.. ويتناولون كميات أقل من الطعام في وجبتين فقط ويمارسون الاعمال التي تتطلب مجهودا عضليا إلي جانب صيامهم سبع أيام خلال الربيع ويمارسون اليوجا بانتظام.