هذه الدماء الطاهرة التي تسيل وهذه المرافق  - الملكية الشعبية - التي يتم تخريبها وتدميرها  بفعل الارهاب حيث لا هدف لها سوي الترويع وتعطيل الحياة. لاجدال ان ما يحدث سوف يكون ترسيخا للقطيعة التامة بين الشعب وجماعة  الارهاب الاخواني.  اصبح واضحا وجليا  انه يستهدف بشكل أساسي حياة وأمن المواطن  والوطن . ان المحصلة تتمثل في فضح حقيقة هذه الجماعة التي امضت ٨٠ عاما منذ تأسيسها تمارس الخداع والتضليل والتجارة بالدين.. لم يعد خافيا أن هذه الاستراتيجية التي تتبناها الجماعة هي وليدة الفكر الاستخباراتي الخارجي الذي يدرك اهمية الدين للمواطن المصري المتمسك بطبيعته بالقيم الدينية. في هذا الاطار جاء ظهور الجماعة الي الوجود بدعم ومساندة قوي الاستعمار البريطاني. انها لم تكن سوي حلقة من حلقات خدمة الايدلوجية الرأسمالية الاستعمارية القائمة علي خدمة المصالح. وكما هو معروف فقد تولت الولايات المتحدة الامريكية ادارة الاستراتيجية الجديدة للفكر الاستعماري بعد افول عصر الامبراطورية البريطانية التي لم تكن لا تغيب عنها الشمس. كان ضمن هذا الارث الحفاظ علي عمالة التنظيمات المتطرفة التي أنشأتها ومولتها بريطانيا ومنها جماعة الارهاب الاخواني. هذا التطور تكشفه الاتصالات والاتفاقات بين الجماعة والولايات المتحدة والتي تعود الي سنوات طويلة وحان الوقت لاستثمارها لخدمة مصالحها وتسلطها.. لقد كانت ثورة ٢٥ يناير فرصة لتفعيل هذه التحالفات وهو ما ترتب عليه اصدار التعليمات الي العملاء والأذناب الذين تم تدريبهم للاضطلاع بعمليات الدعم والمساندة. كل هذا تم التخطيط له في اطار نشر استراتيجية الفوضي الخلاقة في كل دول الشرق الاوسط. كان الهدف من وراء ذلك شغل هذه الدول بمشاكل وقلاقل داخلية انتقاما لما تراه تورطا لها في عمليات الارهاب ضد الغرب . كان قمة هذه الاعمال حادث الهجوم علي مبني المركز التجاري العالمي في نيويورك الذي راح ضحيته الآلاف وهز اركان الامبراطورية الامريكية. اعتمادا علي هذا الدعم من جانب دولة القطب الواحد بامكانياتها الهائلة اعتقدت الجماعة ان سيطرتها وهيمنتها علي مقدرات مصر سوف تستمر الي ما لانهاية. أدت معايشة الجماعة لهذا الوهم الذي ظلت تنتظره ثمانين عاما الي اصابتها بصدمة هائلة نتيجة نجاح ثورة ٣٠ يونيو. هذه الصدمة تحولت  إلي لوثة جنونية. دفعتها الي التعري والظهور علي حقيقتها الارهابية الخارجية التي سخرتها لخدمة مصالحها ومصالح القوي الخارجية. ان مشكلة الجماعة لم تعد تقتصر علي موقف الشعب المصري المناهض لها الآن وانما هاجسها الاول اصبح يتمثل في فقدان ثقة حلفائها من القوي الاجنبية.  انها تخشي ان يكتشفوا زيف ما كانت تدعيه من سيطرة وهيمنة علي الشارع المصري بالخداع والتضليل  بما يضمن توافر الايواء والتمويل. كل هذا انهار وهو الامر الذي جعل قيادات التنظيم الدولي تري أن ذلك سوف يعني خسارة لكل المزايا التي تحصل عليها من الدول التي تتولي عمالتها.  حدوث ذلك يعني النهاية للجماعة التي طال انتظارها.   امام كل هذه التطورات فأن الجماعة تتوهم انه يمكن تأجيل هذه النهاية  المتوقعة من خلال هذه الاعمال الارهابية الاجرامية التي يقوم بها شراذمهم  المأجورون الذين تخلوا عن هويتهم الوطنية بالقتل والتدمير والتخريب.  ليس من سبيل لوقف هذه الجرائم سوي ان تسرع العدالة الناجزة  باتخاذ طريقها نحو اصدار احكامها الرادعة علي هؤلاء المجرمين الذين خططوا وحرضوا ومازالوا يحرضون علي ارتكاب تلك الجرائم الارهابية البشعة. ان الجماعة وافراد العصابة يتوهمون ان افلاتهم من العقاب مرهون باستمرار هذه الممارسات. انهم يتغافلون علي ان  الشعب المصري الواعي اصبح يدرك هذه الحقيقة.  هذا الامر جعل الاصوات ترتفع بضرورة وضع حد للمحاكمات التي تعمل بطانة الجماعة والمنتفعون باموالها للتسويف والتطويل في مسلسلها سعيا لاستثمار تصاعد الاعمال الارهابية للمساومة والابتزاز.