»تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها»‬ هذا المبدأ أول ما تبادر إلي ذهني بعدما صدمني العدد الهائل للمشاركين المصريين في جائزة »‬كتارا» التي نظمتها دويلة قطر الميكروسكوبية، وتهافت عليها ٢٤٠ أديبا مصريا، وفاز بـ٦٠ ألف دولار أديب مخضرم وآخر شاب، ضربا عرض الحائط بالعداء الصارخ الذي تبثه قطر في سياساتها كل دقيقة تجاه مصر! بالتأكيد المبررات جاهزة ولن تُجهد أصحابها، فمن قائل إن الابداع منزه عن قضايا السياسة، ومن سيزعم أنه يخفف من عنف الصدام بين الانظمة، ومن يدعي أنه ساهم في ألا تقطع شعرة معاوية بين القاهرة والدوحة..و..و.. والحق أقول لكم إن المسألة من أولها لآخرها فلوس فلوس، وملعون أبو المبادئ، ولتذهب الوطنية إلي مرقدها الأخير، ومن يكابر »‬كداب في أصل وشه»، تلك هي الحقيقة عارية، دون محاولة للتجميل، من بعض من ادعي طويلا أنه مبدع حر، أو أن ثمنا باهظا دفعه خلال مسيرته ليحافظ علي استقلاليته رافضا التبعية لنظام، لكن الفلوس أمرمختلف تماما، خاصة إذا كان الرقم بعد التحويل في السوق السوداء- وعبرصرافة إخوانية- يقترب من النصف أرنب، يعني الحكاية تستاهل! ربما كان الاختيار صعباً بعد أن خطف الإغراء المادي الأبصار، وإذا كانت الحاجة، وهي حجة مردود عليها، بمثابة الدافع للصغار، فماذا عن »‬كبير»، ولايعجبه العجب و لا الصيام في رجب، وقد فتحت له الصحف باختلاف انتماءاتها نوافذ، لم تتح لغيره حتي من أبنائها الذين أفنوا فيها أعمارهم، بينما يطارد مسئوليها لتحريك »‬الشيك»؟! في الوحل سقطوا، اختاروا أن يكونوا أسري المال القطري الملوث المشبوه، ثم يدعون أنهم أحرار لا يعنيهم سوي الابداع، فبئس ما يدعون!