ببساطة يعني ان القانون في إجازة! للمرة الألف يتكرر ذات السيناريو، مشكلة أحد أطرافها مواطن مسيحي، تتصاعد الأحداث، تتحول إلي مشروع فتنة تتمدد نيرانها، وتتسع دوائرها، السلطات المعنية لا تجيد إدارة الأزمة، و... و... والباقي معروف جرحي وقتلي، ومهجرين أو مطرودين من بيوتهم في قرية أونجع!! يتدخل أولاد الحلال، يتوافقون علي »‬اتفاق عرفي» بحضور رموز الدولة والقانون! لكن لأنه »‬عرفي» لا يصمد، وتعود النار لتتأجج من تحت الرماد الساخن، وتظل الأزمة قابلة للاشتعال في أي لحظة، والأمر -علي مرارته وصعوبته- لا يخلو من منطق يحكمه! مناسبة هذه المقدمة الطويلة ما شهدته احدي قري بني سويف، عقب نشر شاب مسيحي صوراً مسيئة للرسول، فتنشب أزمة بين مسلمي ومسيحي القرية، لتنطلق مساع ودية، ويتم تنظيم جلسة ينتج عنها »‬اتفاق عرفي» لا يصمد أمام المشاعر الملتهبة، وغياب تفعيل مبدأ تطبيق القانون علي الجميع كالمعتاد! قمة المهزلة أن كل ما جري يحدث تحت بصر السيد المستشار المحافظ، وهو بالاساس رجل قانون، بالتوازي مع انتقادات للأمن من جانب بعض المسيحيين لمعالجة تقليدية للأزمة! متي يختفي من قاموس مثل هذه الأزمات مصطلح »‬اتفاق عرفي»؟!