شيء طيب وجميل أن يخاطب الرئيس السيسي عواطف الناس في اطار دفعهم الي القيام بواجباتهم ومسئولياتهم تجاه وطنهم من أجل النهوض به.. ولكن لابد من إدراك أن هذا التوجه لم يعد كافياً لتحقيق المراد في هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا.. ان المواطن المصري الذي يهمه أمر بلده مهتم في نفس الوقت  بشئونه الخاصة. هذا الجانب يتعلق بأحواله المعيشية وبالخدمات والإنجازات التي ينتظرها ويتوقعها من الدولة والحكومة بعد أن طال انتظاره ونفد  صبره. رغم أننا ندرك ما يبذله الرئيس من اجل حث الحكومة علي تسريع الانجازات التي يستشعر هذا المواطن عائدها الا أن الواقع يقول إن ما يتم من تحرك ليس علي مستوي الطموحات والتطلعات. ان انتظار مزيد من التجاوب الجماهيري مع ما تستهدفه الاحاديث العاطفية الموجهة التي تلقي شعبية كبيرة يتطلب المزيد من العمل الذي يعظم الشعور بالنتائج هذا المواطن ينتظر- وفي إطار قيامه بواجبه في تقبل ما يتم اتخاذه من اجراءات اصلاحية للاوضاع الاقتصادية - ان تكون هناك بوادر لانفراجة تجعله يشعر أنه علي الطريق الصحيح للهدف الذي يتمناه. نعم هناك مشروعات قومية تبناها الرئيس يجري إنجازها علي قدم وساق. هذه الحقيقة تتمثل في مشروع قناة السويس الذي أشرف علي الانتهاء.. ولكن وفي نفس الوقت لابد ان تكون هناك استجابات عاجلة لما يؤدي إلي التخفيف من المعاناة التي من المؤكد أن الجميع يعايشها خاصة محدودي الدخل والفقراء. هذا التحرك المأمول لابد أن يبدأ سريعاً ولو جزئياً إلي الخدمات الصحية والتعليمية والنقل والمواصلات وكذلك التصدي لموجات ارتفاع الأسعار. طبعاً أعلم ان تحقيق هذا ليس مسئولية الرئيس المباشرة باعتبار أن عليه مراقبة ومتابعة الاداء والانجازات ولكنها مسئولية الحكومة والوزراء المختصين. في هذا الشأن فإنه لا قيمة للزيارات والتصريحات وإنما العبرة فيما يمس حياة المواطن وأسرته ويجعله يلمس ان هناك تحسنا إيجابيا. لا جدال ان الرئيس يقوم بما هو فوق طاقة البشر لاختصار الطريق الذي يقود نحو الحياة الكريمة لكل ابناء مصر الذين عاشوا المشاكل والازمات علي مدي عقود من الزمن.. ولكن تحقيق ما يجري التطلع إليه يحتم تضافر الجهود سواء كانت شعبية أو حكومية بكل إخلاص وشفافية وجدية وصولاً إلي الهدف المأمول. ان النهضة التي تليق بمصر وشعبها تحتاج أكثر ما تحتاج إلي سواعد عارقة لا تعرف سوي الجد والعمل. وكذلك إلي عقول وفكر متحد شفاف وضمائر حية تعرف الله في كل ما يسند الي أصحابها من مسئوليات وعلي الله  الاعتماد الذي لا حدود لقدرته في الرعاية والمباركة والتوفيق.