بالتأكيد تُقبل صلاتنا وقيامنا بلا مكبرات الصوت.. ومع ذلك نجد إصرارا غريبا لنقل وقائع صلاتنا وقيامنا عبر مكبرات الصوت للشارع بضجيجه وصخبه فائق الازعاج لنزيده قبحا.
ومن رفع الأذان فوق المآذن تمددت مكبرات الصوت لنقل وقائع الصلوات كاملة للشارع.. وتبلغ ذروة استخدام مكبرات الصوت في ليالي رمضان وإذاعة التواشيح والأحاديث الدينية وما تيسر من القرآن ليزاحم لهاث الطريق وأصوات المسلسلات القادمة عبر المنازل.
كما لا أفهم سر تدافع البعض للاستحواذ علي الميكروفون لرفع الآذان عبر مكبرات الصوت خاصة في المساجد الصغيرة المنتشرة في أنحاء المحروسة وكم من مشاحنات وصلت إلي المشاجرات وسمعنا وقرأنا عنها في صفحات الحوادث بالجرائد للتنافس حول من يمسك الميكروفون.
وحول مسكني علي سبيل المثال عدة جوامع يعلوها العديد من مكبرات الصوت وحين يرفع الأذان وبالتأكيد يحدث فارق ثوان بين الجوامع في رفع الاذان فلا تستطيع تبين صوت الاذان فالأصوات تتداخل وتتنافر مع بعضها فتحسب أنك في سوق الباعة الجائلين بالعتبة مما يطيح بأي جلال أو خشوع يناسب انسياب الأذان.
ولو تغضينا عن تنافر الأصوات فلا أفهم سر إذاعة شعائر الصلاة كاملة عبر المكبرات فائقة الصوت وكأن ما نادت به وزارة الأوقاف في وقت من الأوقات رجس من توحيد رفع الأذان بصوت واحد من عمل الشيطان.
وأخيرا استحدث البعض اذاعة ما يسمي بحديث العصر عبر المكبرات بل وترك الميكروفون أمام اذاعة القرآن الكريم ولا عزاء لاحد ان ينعم بالخشوع أو الهدوء.
ولا أفهم سر التمسك بميكروفون أو عدة مكبرات صوت فوق كل جامع.. تري ما سر هذا الهوس بمكبرات الصوت؟!