ويبقي السؤال قائما: هل كان اليهود المصريون جزءا منفصلا عن المجتمع المصري ولا يحلم بما كان يحلم به المصريون من جلاء الانجليز ووحدة وادي النيل؟!
الثابت تاريخيا انه حين اشتعلت الحركة الوطنية المصرية مطالبة بجلاء الانجليز بعدما انتصرت في الحرب العالمية الثانية باستسلام المانيا 1945 دون قيد أو شرط.. ولجأت حكومة النقراشي لسياسة العنف لإسكات الجماهير والحركة الطلابية حتي كانت مذبحة طلاب الجامعة فوق كوبري عباس في 9 فبراير .. وكان حدادا يوم 4مارس احتجبت فيه الصحف واقتصرت الاذاعة علي القرآن الكريم.
سارعت الطائفة اليهودية بالوقوف إلي جانب الحركة الوطنية وعقدت جمعية الشبان اليهود المصريين مؤتمرا واصدروا بالإجماع قرارا بتضامنهم في المطالبة بالجلاء ووحدة وادي النيل ومشاركة أسر الشهداء.. واصدر الجامعيون المصريون اليهود بيانا وقعه فرج نسيم «الطب» ليون كرامر «الآداب» روبير شاؤول يوسف «الهندسة» اعتبر وثيقة مهمة «..تحت خرافة الوطن المقدس وأرض الآباء والأجداد غررت الصهيونية ـ التي ليست حياة للعشرات ـ تغريرا بملايين العمال والفلاحين اليهود. بهذه النداءات المعسولة صورت الصهيوينة أن اليهود سيضطهدون دائما ولن ينقذهم غير أرض الميعاد كما يدعون وليس هذا التضليل الا تنفيذا لخطة الاستعمار المدبرة.. ها نحن المثقفين اليهود وقد تبينا لعبته..وأدركنا خطره وخطر الصهيونية لن نسمح ان نتفرق نحن المصريين، ولنكن يدا واحدة مسلمين ومسيحيين ويهودا يدا قوية تدك صرح الاستعمار.. نكافح مع المناضلين العرب للتحرر من الاستعمار وذنبه الصهيونية ،حتي تسقط الصهيونية وتبقي فلسطين حرة هنا نحن الطلبة اليهود المصريين ننزل الميدان مع زملائنا العمال والطلبة لنعلن احتجاجنا وسخطنا علي الاستعمار والصهيونية..عاشت مصر حرة..عاشت فلسطين حرة»