وعلي المنصف أن يدرك أن الرئيس وكما قال : يحاول أن يعالج مشاكل متراكمة منذ ستين عاماً.. وبالفعل فقد نجح الرجل في معالجة الكثير منها خلال العام والنصف المنصرم..


تصريحات فخامة الرئيس السيسي.. والتطمينات التي أعقبت وصاحبت لقاءه بعدد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين تؤكد المخاوف التي يشعرون بها.. وليس لقاء الرئيس بهم إلاّ دليلٌ علي العقباتِ والصعوبات التي جعلتهم يقفزون هروباً منها إلي طاولةِ الرئيس مباشرةً..
لا تأميم.. أو مصادرة..
« لو أي مسئول محلش مشاكلكم تعالولي وأنا حتصرف فوراً »
ويبدو أن هذه العبارة موجّهةً مباشرةً إلي المسئولين الذين كانوا حول الرئيس ميمنةً وميسرةً..
ولا أظنهم عندها كانوا في وضعٍ يحسدون عليه.. فاقتطاع الرئيس جزءا من وقته لرجال الأعمال هو في الحقيقة أولاً : تكريم للعمل ولأصحابه.. وتقدير للجهد المعترف به من قبل المستثمرين ورجال الأعمال في الشراكة الحتمية بينهم وبين الدولة في بناء البلد..
ولكن ثانياً : فيه نوع من اللوم المبطن للمسئول الذي دفع الرئيس أن يمنح هذاالوقت لهذا الجزء..
وثالثاً : وهو الأكثر أهميةً :الخوف أن يعتمد الناسُ في كل القطاعات أن لاشئ سيتم إلا في حضرة الرئيس..
ولاشك أن هذا الحضور المتميز لرئيس الدولة.. وهذه الثقة المطلقة التي يتمتع بها في كل الأوساط إنما تزيد من قدرة الدولة علي التحرك وتدفعها لإنجاز المزيد من الأعمال.. وهذا عادةً يحدث في كثير من الدول المتقدمة.. وفي كل الأنحاء..
ولكن هناك يذهب الناس للقاء الرئيس وأمامه وأمامهم محاور ثابتة لهياكل ونظم يتحاورون حولها أو لقوانين موضوعة يتحركون في هامشها، طلبٌ لتعديل بعضها، أو تعضيد المفيد منها.
أما أن تتم هذه اللقاءات مع رجال المال والأعمال في ضوء تقديم هذه التطمينات والتأكيدات والوعد بحلّ كل ماقد يواجه إصدار القوانين الحاكمة والمنظمة لقواعد الشراكة، والدافعة لإستمرار الإنطلاقة..بنفس حماسة الرئيس المعهودة والمعلنة في كل مناسبة، فذلك أمرٌ قد يجعل قوم المال والأعمال أقل حماسةً، فلا يمكن للرئيس رغم ما هو عليه من أن يكون متاحاً في كل الأوقات.. في ظل ظروف تمُورُ بها المنطقة ويعُجُّ بها العالم.
ولا شك أن مصر والمصريين محظوظون بهذه القيادة المثابرة والأمينة للرئيس عبد الفتاح السيسي.. ولكن الرجل نفسه يمهد طريق الديمقراطيه ويبني مصر القوية، لتكون دولة مؤسسات ومجتمع قواعد وأسس راسخة.. ولكي يكون الباقون عوناً له بعد الله وسنداً، فعلي الجميع في الحكومة أن يكون رئيساً في قطاعه، وأن يخصص من وقته جزءا رئيساً لحل مشكلاته وحماية المنتمين إليه، في إطار منظومة متكاملة موحّده، لا يجد أصحاب المهنة والرغبة في الإنجاز، أنهم مطالبون بالتوجه إلي أكثر من جهة وبالوقوف عند أكثر من نافذة، والإضطرار لطرق أبواب عدة. فالوقت في عالم المال والأعمال هو رأس المال.. وضياعه يعني ضياع الفرص التي ينتظر تحقيقها عشرات الآلاف من الراغبين في العمل والعيش الكريم، محاربة للبطالة وتحقيقاً للعدالة.
وكرجل أعمال أُدرك أهمية مثل هذه اللقاءات المعنوية والأدبية، وماتوفره من حوافز شخصية وتولده من زخم إنساني يدفع إلي الإنخراط التام في المشاركة في العمل والبناء..
وكما أشار المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.. إلي حرص الدولة علي توفير مناخ صحي للعمل والإستثمار بما يساهم في النهوض بالإقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة.
والحقيقة أن حرص الدولة هنا يكمن في توفير الحماية القانونية تحت مظلة واقية من أمطار القوانين السلبية تقي المتعاملين ضربات الشمس صيفاً وأمطار الشتاء.. لينصرف رجال الأعمال إلي أعمالهم ورجال المال إلي إستثماراتهم دون قلق أو تخوف يضطرون معه دائماً للقاء الرئيس..
والذي يجب أن يكون عادةً سنوية يحتفل فيها الجميع بما تحقق من إنجازات، يكرّم خلالها كلّ من أنجز ووعد فصدق.
وعلي المنصف أن يدرك أن الرئيس وكما قال : يحاول أن يعالج مشاكل متراكمة منذ ستين عاماً.. وبالفعل فقد نجح الرجل في معالجة الكثير منها خلال العام والنصف المنصرم..
ولكن علي المخلصين ألايتركوا الرجل طبيباً وحيداً يعالج وحده ويتحول البعض إلي طالبين للعلاج دون المشاركة في إيجاد أمصالٍ كافية وشافية..
وعلي حد متابعتي لذلك اللقاء.. فقد خرج منه رجال الأعمال والمستثمرون بحصيلة كافية من الثقة وحسن الظن.. وأظنها ستدفع بهم جميعاً لبذل المزيد وتحقيق المفيد لمصر علي طريق التنمية الشاملة والشراكة الفاعلة.. بين الوطن وأبنائه، هذا الوطن الذي يستحق الوفاء والإخلاص من أجل صالحه وصالح كل الناس