تؤكد الدلائل والشواهد في كل المناسبات ما سبق أن تناولناه حول الدور المريب والبعيد كل البعد عن الأهداف المعلنة الذي تزعم ما يسمي بمنظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية القيام به.

لم يعد هناك أي شك علي أنها إحدي الأذناب الفاعلة لتنفيذ تعليمات وأوامر الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية وهي مهمة تحصل مقابلها علي التمويل اللازم لمخططاتها.
في كل مرة تثبت الأحداث حقيقة هذه المنظمة التي يجري استخدامها لخدمة المصالح التآمرية من خلال اللجوء إلي استحداث الأكاذيب والأضاليل والفبركة. يتمثل ذلك فيما تنشره ويتم الترويج له تحت دعاوي الدفاع عن حقوق الإنسان التي ليست في الحقيقة سوي حقوق التآمر علي الدول والشعوب وابتزازها.
وقد برهنت هذه المنظمة مرارا وتكرارا انها تعمل بالأجر الذي تحصل عليه في صورة رشاوي لافتعال التقارير القائمة علي الكذب والمزاعم واختلاق الوقائع التي لا أساس لها من الصحة. ليس أدل علي إدانتها في هذا الشأن من تقريرها المنحاز الذي أصدرته بشأن ذكري تجمع «رابعة» الإرهابي الإخواني الذي استهدف إرهاب وترويع الدولة المصرية. وقد بادرت الخارجية المصرية بالرد علي هذا التقرير الذي يعد تواصلا للموقف المأجور الممول إخوانيا وأمريكيا. ليس أدل علي عمي وفقدان هيومان رايتس لسمعها وإصرارها علي إغفال ما أعلنته زعامات رابعة الإخوانية ـ
ـــ صوت وصورة ـــ من تهديدات للدولة والشعب في مصر من هول الممارسات الإجرامية التي ستقوم بارتكابها الجماعة.
إن تعمد تقارير هذه المنظمة التغاضي عن كل الجرائم والممارسات الارهابية الإجرامية التي تقوم بها العناصر الإخوانية والتي يروح ضحيتها أرواح المصريين وممتلكاتهم هو دليل اتهام وإدانة بأن لا علاقة لها بحقوق الإنسان من قريب أو بعيد. إن تعامل هذه المنظمة مع حقوق الإنسان في عرف هذه المنظمة يخضع لمبدأ خيار وفقوس. ووفقا للتوجهات سواء كانت سياسية أو غير سياسية وكلها مرهونة بقيمة المعلوم الذي يتم دفعه علي هذا الأساس فإن تصنيفها لانتهاكات حقوق الإنسان في نظرها لا يرتبط بأي مبادئ وإنما يتم في إطار ما نذرت نفسها لخدمته.
في هذا المجال من حقنا أن نتساءل عن عدد التقارير التي صدرت عن هذه المنظمة بشأن الانتهاكات الإجرامية البشعة التي تقوم بها إسرائيل المحتلة ضد الشعب الفلسطيني. هذه التقارير تتسم بالتفاهة والسطحية وفقدان الجدية في التعامل مع واقع حقوق الإنسان. ليس هناك ما يمكن أن يقال عما يصدر عن هذه المنظمة من تقارير مضللة سوي بيت الشعر العربي الشهير: «إذا أتتك مذمتي من ناقص «فهي الشهادة لي بأني كامل».