فى أروقة السياسة

إنها حقاً حياة كريمة

د. سمير فرج
د. سمير فرج

سبع سنوات قضيتها محافظاً للأقصر، جميلة جميلات محافظات مصر، زرت خلالها معظم أنحاء الصعيد، وتجولت بمدنه وقراه، ولمست ابتعاد الكثير منها عن العمران، واحتياجها، وأهلهم، لمن يحنو عليهم، ويمد لهم يد الغوث، لينتشلهم من معاناتهم اليومية. ونظراً لما رأيته، فقد كنت، شخصياً، من أسعد الناس، فى مصر، عندما أطلق السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، مبادرته العظيمة، «حياة كريمة»، التى تستهدف تلبية حوائج الفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً.
يهدف المشروع القومى لرفع مستوى المعيشة لأكثر من أربعة آلاف قرية، فى كافة المجالات، سواء الصحة أو التعليم أو السكن، وهو ما نترجمه بالأرقام إلى أن السيد الرئيس اعتمد ميزانية قدرها ٢٠ مليار جنيه، لعدد ٣٧٥ قرية، فى المرحلة الأولى، يستفيد منها ٤٫٥ مليون مواطن، على أن يتم تغطية جميع قرى الريف المصرى، خلال الثلاثة أعوام القادمة، ليبلغ إجمالى المستفيدين، من المبادرة، 58 مليون مواطن، وبتكلفة 700 مليار جنيه.
لقد عانى أهالى تلك القرى، لعقود طويلة، من تدنى مستوى المعيشة، والحرمان من أساسيات الحياة؛ فمنهم من يعيش فيما يسمى «منازل»، لكنها بلا أبواب ولا نوافذ، وأسقفها من سعف النخيل، لا تحمى من برد الشتاء، ولا حر الصيف. وهو ما ستعوضهم عنه هذه المبادرة، بالفعل، بما ستوفره لتلك الأسر من «منازل حقيقية»، مزودة بالمياه النقية، والصرف الصحى، والكهرباء، فضلاً عن توفير مشروعات متناهية الصغر، لتدريب وتشغيل تلك الأسر، ليصبح لها عمل لائق، ودخل ثابت، ومسكن كريم... لتتحول حياتهم إلى «حياة كريمة»، فعلاً.
لقد تم حصر القرى، وفق خطة دقيقة وضعتها الدولة، لتشمل المرحلة الأولى القرى التى تصل فيها نسب الفقر إلى ٧٠% أو أكثر، وهو ما يستلزم تدخلات عاجلة من الدولة، بينما المرحلة الثانية، من المبادرة، فتشمل القرى التى تصل نسب الفقر فيها إلى ٥٠%، أما المرحلة الثالثة، والأخيرة، فتضم القرى التى يقل فيها الفقر عن ٥٠%. كما يشمل ذلك المشروع القومى، العظيم، تفعيل دور التعاونيات الإنتاجية فى القرى، وزواج اليتيمات بتجهيز منزل الزوجية، وعقد أقران جماعية، وإنشاء حضانات منزلية لتوفير وقت للأمهات للعمل الإنتاجى، مع توفير كشوفات طبية وعمليات جراحية وتوفير أجهزة طبية تعويضية. 
إن ما أراه، اليوم، بعدما شهدته فى الماضى، هو حلم، أو معجزة، طال انتظارها لسنوات طويلة، والحمد لله الذى أعان الرئيس السيسى على تحقيقها للمواطن المصرى، والأسرة المصرية، لعيش «حياة كريمة».