ما الذي يمكن أن تفعله الكاتبة التونسية د. آمال قرامي في مصر ليهدد الأمن القومي المصري ؟ ما الذي يمكن أن تفعله باحثة وأستاذة علم الاجتماع في جامعة (منوبة) التونسية، ليتم سحب جواز سفرها وجهاز الكومبيوترالخاص بها، واحتجازها 11 ساعة في مطار القاهرة، والتحقيق معها 5 مرات قبل ترحيلها إلي تونس!!...صحيح أنهم أخبروها بعد ساعات طويلة من التحقيق والاحتجاز، بأن في الإمكان السماح لها بالدخول،الا أنها رفضت وطلبت العودة إلي تونس، مؤكدة أنها (ترفض المحاضرة في بلد يتعامل فيه المثقفون بهذه الطريقة)!! وفي الطائرة كتبت باكية(أذلوني..عوملت كإرهابية..أنا الآن في طريقي إلي تونس)!!
كيف يمكن لناشطة دولية مناهضة للإرهاب والعنف والتطرف، متخصصة في التاريخ الإسلامي والحركات المتطرفة، رسالتها للدكتوراة حول(قضية الردة في الفكر الإسلامي- قديما وحديثا)..كيف يمكن أن تتحول في لحظة عبثية إلي خطرعلي الأمن القومي، يخشي من دخولها إلي القاهرة !!.. ويتحول قلمها كما كتبت( صنوا للسيف والرمح والكلاشينكوف مهددا للأمن القومي).
أمال قرامي كانت ضيفة (المؤتمر الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب) الذي أقامته مكتبة الاسكندرية بالتنسيق مع الأزهر(3- 5 يناير) ورغم محاولات مكتبة الأسكندرية للتدخل لصيانة ضيفتهم، والسماح بدخولها إلي القاهرة، الا أن المحاولات فشلت، وعادت الأستاذة الأكاديمية المناهضة للعنف والتطرف إلي بلدها، في توقيف عبثي هو بالتأكيد فضيحة جديدة للأجهزة الأمنية،يضاف إلي فضائح انتهاك الحريات، وملاحقة الباحثين والكتاب والمبدعين، بصورة باتت مسيئة ومخيفة...تسيء لمصر وثقافتها وتاريخها وحضارتها، وتهدد أكثر من أي شيء آخر أمننا الثقافي والقومي