أحسب ان الضرورة والحكمة فى ذات الوقت تفرضان علينا أن نضع نصب اعيننا كشعب وكحكومة الانحياز الكامل للشباب، ودفعهم بكل الوسائل الممكنة والطموحة للسعى الجاد نحو اكتساب الخبرات والتأهل لتحمل أعباء وتبعات المسئولية فى بناء مصر الحديثة، وإقامة الدولة الديمقراطية المدنية القائمة على العدالة الاجتماعية وسيادة القانون.
وفى هذا علينا ان نكون جميعا مساندين وداعمين للأجيال الشابة ونسعى بكل السبل لتبنى أفكارهم، وفتح الطريق أمامهم لتحويل طموحاتهم إلى واقع، وان ندفع بهم للمساهمة الجادة والمشاركة الكاملة فى كافة مجالات وأوجه النشاط السياسى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى.
تلك هى الفريضة الواجبة على المجتمع وقياداته فى كل المجالات، وهى مسئولية لابد من الوفاء بها من جانب قيادة الدولة وكل من يتولون مسئولية ادارة شئون البلاد، فى إطار الإيمان بأن ذلك هو الإعداد الضرورى واللازم لضمان مستقبل الوطن وتقدمه.
وفى ذلك علينا ان نؤمن جميعا وندرك ادراكا يقينيا بان مستقبل الوطن وطريق تقدمه لاحتلال الموقع والمكانة التى يستحقها بين دول العالم وشعوبه، يعتمد فى الاساس على بناء الشباب وتوفير كل المقومات اللازمة لهم كى يكونوا على مقدرة وكفاءة تؤهلهم لتحمل المسئولية والقيام بها خير قيام فى المرحلة الحالية والقادمة من مسيرة الوطن والدولة نحو المستقبل.
ودعونا نقول بكل الصراحة والوضوح ان تلك هى الحكمة الواجبة، التى يجب ان يتحلى بها الكبار، فى إطار الرؤية الصحيحة للواقع والاستشراف السليم والواعى للمستقبل، والحرص على سلامة الوطن وضمان أمنه واستقراره فى المرحلة المقبلة، فى ظل القلاقل والاضطرابات وأيضا المؤمرات المحدقة به من كل جانب، بما تحمله فى طياتها من تهديدات ومخاطر تستوجب كل الانتباه والحذر،...، والاستعداد أيضا.
أقول ذلك، دون تردد، انطلاقا من إيمانى الكامل بأن شباب مصر الأبناء والأخوة هم جميعا محبون لوطنهم، عاشقون لترابه، مستعدون دائما لحمايته من كل مكروه، والسعى بكل الجدية والحياد والاخلاص لتقديم أقصى الجهد لبناء مصر الحديثة وتحقيق طموحات الشعب وآماله فى التنمية والمستقبل الأفضل بإذن الله.