كنوز

عرف عن الفنانة القديرة فردوس محمد " أم النجوم والنجمات " شدة تدينها والتزامها الذى كان يفرض عليها الاعتذار عن تصوير مشاهدها فى أى عمل سينمائى أثناء الصيام وكانت تشترط على المنتجين والمخرجين أن يتم تصوير مشاهدها بعد الإفطار وبعد أن تؤدى الصلاة أيضا، وكان لديها استعداد أن تواصل التصوير قبل السحور بساعة على الأقل حتى تعود لبيتها وتتسحر مع أسرتها، وكان الوسط الفنى وشركات الإنتاج على علم ودراية كاملة بارتباطها الروحى بشهر رمضان الكريم الذى كانت تواظب خلاله على الصيام والتعبد وختم القرآن الكريم، وتقول سيدة الغناء أم كلثوم التى كانت قريبة منها وصديقتها الصدوق إن فردوس محمد لم تكن تلتزم بتعليمات الأطباء الذين يطالبونها بأن تفطر عندما تصيبها وعكة مرضية أثناء الصيام، حتى أنها أبلغت الأطباء أثناء مرضها الأخير برغبتها بنزع الأجهزة الطبية لتتمكن من الوضوء وتأدية الصلاة، وعندما رقدت فردوس محمد فى مرضها الأخير سعت صديقتها أم كلثوم فى مكالمة هاتفية مع الرئيس جمال عبد الناصر تطلب أن يتم علاجها فى الخارج على نفقة الدولة، ولم يستغرق الأمر كثيرا فقد أصدر الرئيس فى نفس اليوم قرارا بعلاج القديرة فردوس محمد فى سويسرا على نفقة الدولة، وقامت السفارة المصرية فى سويسرا بإنهاء كافة الإجراءات لتدخل المستشفى فور وصولها لسويسرا، وكانت فاتن حمامة وشادية وصباح وماجدة وهند رستم ونادية لطفى يتبادلن مع بعضهن البعض رعايتها بالمستشفى قبل سفرها للخارج، ورافقتها فى رحلة العلاج بسويسرا الفنانة فاتن حمامة التى كانت على علم بحالتها الصحية عندما استشرى المرض فى جسدها كله وأخفت عنها فاتن حمامة حقيقة مرضها وكانت تشجعها لترفع من روحها المعنوية وتخفف عنها آلامها، وفاضت روحها فى سويسرا يوم 22 سبتمبر من عام 1961، وجاء الخبر للقاهرة ليعم الحزن كل الوسط الفنى وكان فى استقبال جثمانها عبد الحليم حافظ، الذى بكاها بحرقة وهو يقول : " اليوم فقط ماتت أمى فردوس محمد"، وأخذ يجهش فى البكاء ومعه شادية، وزينب صدقى، ويحيى شاهين، وشكرى سرحان، ورشدى أباظة، ومحمود المليجى، وفريد شوقى، ونالت فردوس محمد لقب "أم السينما المصرية"، وهى من مواليد 13 يوليو 1906بحى المغربلين بالقاهرة، وقد توفى والداها وهى صغيرة، فتولى تربيتها الشيخ على يوسف مؤسس جريدة " المؤيد " وهو الذى ألحقها بمدرسة إنجليزية بحى الحلمية، رحمها الله.
كنوز