عربى مسلم يشق وحدة عرب إسرائيل من داخل قائمة «الليكود»

نائل الزغبى مع نتانياهو
نائل الزغبى مع نتانياهو

ساهمت الظروف فى شق وحدة صوت «عرب إسرائيل» الانتخابي، وزاد منها إصرار رئيس القائمة الموحدة منصور عباس على خوض المنافسة بعيدًا عن القائمة المشتركة، وانتهاز نتانياهو الفرصة أيضًا، ليغازل تلك الشريحة الانتخابية بوضع أول عربى مسلم سنى على قائمة «الليكود».

 

وبعيدًا عن حالة الشقاق التى خلخلت بطبيعة الحال قوة الصوت العربى داخل إسرائيل، يرى المراقبون أن مناورات نتانياهو على عرب إسرائيل آتت أكلها؛ فرئيس حزب الليكود صاحب مقطع الڤيديو، الذى لم يتجاوز 28 ثانية، وحذر فيه عام 2015 من إقبال الجماهير العربية على صناديق الاقتراع، هو ذاته الذى خصص جزءًا من حملته الانتخابية، وقام بزيارة لمدينة الناصرة (أكبر مدينة عربية فى إسرائيل)، ووعد بما أسماه عصرًا جديدًا فى العلاقات العربية اليهودية فى إسرائيل، واغتنم الفرصة أيضًا للاعتذار مرة أخرى عن تصريحاته المثيرة للجدل فى مقطع الڤيديو الشهير.

 

ورغم أن رئيس القائمة الموحدة منصور عباس، رفض صفقة نتانياهو لتولى حقيبة وزارية مقابل انضمام كتلته إلى ائتلاف الليكود المتوقع، إلا أن نتانياهو المناور، وفقًا لتعبير يديعوت أحرونوت، راهن على وضع نائل الزغبى فى المركز الـ39 على قائمة حزبه، ليصبح أول عضو كنيست عربى مسلم عن حزب الليكود.

 

ويلقب الزغبى البالغ من العمر 49 عامًا برجل التعليم، نظرًا لأنه عمل فى الماضى مديرًا لإحدى مدارس مدينة طمرة.

 

وإلى جانب تعهد الزغبى بخدمة عرب إسرائيل من خلال الحزب الإسرائيلى الحاكم، رأى المحلل الإسرائيلى المخضرم شاحر عزاني، أن خطوة نتانياهو ربما تتناغم إلى حد كبير مع مزاجيات عرب إسرائيل، التى باتت تميل إلى الارتباط بالدولة والمجتمع الإسرائيلي، واحتلال موقع قوى داخل الحكومة، يمكن من خلاله انتزاع مطالب الشريحة العربية.

 

ويعكس المناخ العام أن عرب إسرائيل لديهم مطالب، ويفتقرون إلى حل لمشاكلهم، لكن هذه الحلول لن تهبط عليهم من السماء، حسب تعبير الكاتب عزاني، خاصة أنهم ظلوا لأكثر من سبعين عامًا غائبين بحكم الواقع عن عملية اتخاذ قرارات جوهرية فى إسرائيل.

 

وربما بات الاعتقاد السائد هو إمكانية أن يكون نتانياهو نفسه هو من يحمل التغيير الذى طال انتظاره؛ فنتانياهو، الذى وصفه السياسيون ووسائل الإعلام العالمية أحيانًا بالعنصري، وكذلك المتطرف، هو الذى أبرم مع جاريد كوشنيير وإدارة ترامب عدة اتفاقيات سلام بين إسرائيل والعالم العربي، ويتم الترويج بين عرب إسرائيل حاليًا بأنه قد يصبح الشخص الذى يمهد الطريق أمام اندماج كبير لهم فى المجتمع الإسرائيلى والمؤسسة السياسية الإسرائيلية.