هاجر سعد الدين: لا إملاءات تُفرض على إذاعة القرآن الكريم 2012- ص 10:53:27 الاثنين 24 - سبتمبر د.هاجر سعد الدين حوار: عبد الهادي عباس واحدة من أئمة الإذاعيات المصريات..بصوت مميز استطاعت أن تخطف قلوب المستمعين إنها رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق وعضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المذيعة د.هاجر سعد الدين. بوابة أخبار اليوم التقت د.هاجر في حوار صريح جدًا: *البعض يرى أن خارطة إذاعة القرآن الكريم ظلت لفترة طويلة بعيدة عن فقه الأولويات.. ما ردك على ذلك؟ **أنا غير مسؤولة الآن كما تعلم عن شبكة القرآن الكريم ولا أسمعها طوال الـ 24 ساعة؛ كان يحدث ذلك بالفعل وقت أن كنت رئيس الشبكة لأني كنت مسؤولة أما الآن فلا يحدث ذلك، ومن أجل ذلك لا أستطيع أن أحكم على شىء لا أتابعه بصورة دقيقة. *هل صحيح أنه كان هناك إهمال متعمد للعاملين بإذاعة القرآن الكريم؟ **هذا غير صحيح.. فلا النظام السابق ولا اللاحق تعمد إهمال العاملين بالقرآن الكريم وإنما كانوا كأي مذيعين في الإذاعة.. كلهم يأخذون حقوقهم ويؤدون واجباتهم.. بل إن مذيعى إذاعة القرآن الكريم كانوا متميزين على غيرهم، لدرجة أن العاملين بالشبكات الأخرى كانوا دائماً ما يرغبون بالعمل في شبكة القرآن الكريم. *هل ترين أن القراء العرب تفوقوا على نظرائهم المصريين خلال الفترة الماضية؟   **بالطبع لا فالقراء المصريون هم المتصدرون دائماً على مستوى العالم الإسلامي كله. *ما رأيك فى أن نسبة البرامج الدينية وصلت إلى 5% فقط من نسبة البرامج الأخرى؟ **أنا معلوماتي أنها كانت من 30 إلى 35% والقرآن من 68 إلى 70%. *لماذا نرى دائماً البرامج تقليدية في موضوعاتها وفقيرة في ديكوراتها؟ **الحقيقة أنهم يعتمدون على أن المادة التى تُقدم إلى المستمع تكون قوية أكثر من الديكور الذى يخدم فقط ما يُقدم؛ لذلك هم يعتقدون أن المادة الدينية القوية التى تقدم قد تغنى عن الديكور. *كيف كان يتم اختيار اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ **كان يتم ذلك عن طريق رئيس الاتحاد حيث كان يمثل كل شبكة من الشبكات ممثل البرامج الدينية. ووقت أن كنت فى البرنامج العام كنت أمثل الشبكة عن مقدمى البرامج الدينية ثم ذهبت إلى إذاعة القرآن الكريم كرئيس للشبكة كنت أيضاً ممثلة في اللجنة. *إذن هل كانت هذه اللجنة هى التى تحدد ضيوف البرامج الدينية من علماء الدين؟ **لا.. فقد كان عملنا هو متابعة البرامج وما يُقدم إليها من نقد. *نعلم أن إذاعة القرآن الكريم المصرية هي الأقدم عربيًّا ولكن ظهرت إذاعات أخرى شبيهة فهل سحبت البساط من تحت الإذاعة الأم؟ **بالطبع لا والأهم أنه مادامت هناك منافسة شريفة بين الإذاعات والقنوات الدينية فهذا يضع على عاتق إذاعة القرآن مهمة التجويد والاهتمام بالكم والكيف والمضمون ومعالجة القضايا المطروحة على الساحة من منظور إسلامي.. ولكن أعتقد أن البساط لن ينسحب أبدًا إن شاء الله من تحت إذاعة القرآن. *هل كان أمن الدولة السابق يتدخل فى منع بعض الضيوف كالشيخ الغزالي مثلًا؟ **لم يكن أحد يتدخل أبدًا والشيخ الغزالي كان ضيفي دائماً في أحاديث الصباح. *البعض يرى أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.. -وأنت عضوة فيه- يعيش فى منعزل عن الحياة الواقعية.. كما أن هناك نقداً فى طريقة اختيار أعضائه.. ما تعليقك؟ **بالعكس أنا أرى أن الفترة الماضية التى كان فيها أمين المجلس د. نجيب عوضين كنا نعالج القضايا المطروحة وكانت هناك ندوات مفيدة جدًّا. *الأزهر الشريف ينوى إطلاق فضائية.. ماذا تتمنين أن ترى فيها وأنت صاحبة الخبرة الطويلة فى العمل الإذاعي الديني؟ **أتمنى أن أرى فيها كل القضايا فى العالم كله من منظور إسلامى.. ويشرفنى أن أكون مشاركة في هذه القناة. *هل ترين أننا نعانى الآن أزمة فى المفكرين أو المذيعين؟ **أنا لا أعتقد أن هناك أزمة مطلقاً.. ولكن قد يكون هناك خطأ من المذيع حين يأخذ قضية سهلة ولا يحاول التعمق فى جذور المشكلة.. فالمذيع ليس مهمته فقط أن يطرح قضية ولكن لابد أن يعرف جذورها وأسبابها ونتائجها ويجب أن تكون لديه متابعة لهذه القضية.. فقد يكون لدينا قصور من بعض المذيعين إلاّ أنه ليست لدينا أزمة في المفكرين ولا المذيعين. *هل من المتوقع أن نرى بعض التسلط والاستحواذ على إذاعة القرآن الكريم من الجماعات السلفية أم ستظل إذاعة وسطية؟ **.. إذاعة القرآن دائماً وسطية حيث تقدم الدين الوسطى المعتدل الصحيح حيث لا إفراط ولا تفريط. *ما رأيك فى عودة المحجبات إلى نشرات الأخبار؟ **هذه حرية شخصية ولا يوجد سبب يمنعهم من الظهور خاصة بعد الثورة. *هل تؤيدين عمل بعض مشايخ الأزهر بالعمل السياسي؟ ** مهمة الفقيه الديني أن يُبصرنا بكل أمورنا من منظور إسلامى.. لكن لا يجب أن أطوّع شيئاً  لشىء آخر، لأن مهمة الداعية توضيح الدين فقط وليس تطويع الدين بالسياسة أو السياسة في الدين. *ما رأيك فى الإساءات المتكررة من خنازير الغرب تجاه الإسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.. وما رأيك في رد فعل المسلمين؟ **.. طبعاً هذا الموضوع فى غاية الخطورة، ويجب ألاّ يكون رد فعلنا بهذه الطريقة لأن ردود الأفعال لابد أن تكون نابعة من سياسة حكيمة جداً حتى تتم معالجة الأمور بصورة صحيحة ولا تأتى بنتائج سيئة؛ خاصة أن أهداف هؤلاء هى إثارة الفتن لذلك يجب أن نكون أوعى ومداركنا أوسع حتى لا نقع فى هذا الفخ الذى وضعوه لنا.