«السحابة الذكية التكيفية» ترسم مستقبل صناعة إنترنت الأشياء

Edge Cloud
Edge Cloud

غيّر العام 2020 بكل المقاييس كل جانب من جوانب الحياة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي نعمل بها، والتي أصبحت في أغلب الأحيان تتم عن بُعد بسبب جائحة كورونا، التي اجتاحت العالم، وحصدت آلاف الأرواح، علاوة على الإصابات التي تخطت الملايين حول العالم. 

وذكر تقرير نشره موقع itproportal، أن الأشخاص الذين يعملون عن بُعد، يعملون من خلال تطبيقات تم الوصول إليها في السابق فقط في مبنى مؤسسي، أو حرم جامعي خاضع للتحكم من أي مكان تقريبًا. 

ويتوقع الموظفون اليوم نفس الاتصال السلس الذي يتمتعون به في التجربة التقليدية داخل المكتب، مع آلاف نقاط الاتصال الأكثر من ذي قبل، خاصة في ظل الحاجة الملحة للعمل عن بُعد بسبب الجائحة، وإبقاء جميع هؤلاء الموظفين متصلين بوظائفهم وأعمالهم.

وبحسب التقرير، فقد أصبح هناك دافع قوى في ظل الجائحة، لمزيد من الابتكارات لدعم هذا الواقع، لذا فقد بدأ مسارات التطور تتسارع خاصة في الصناعات التحويلية، كما بدأت أجهزة إنترنت الأشياء (IoT)، المصممة للمساعدة في تمكين الصناعات الكبرى في المستقبل "Industry 4.0 Factory of the Future"، في الظهور والازدهار في جميع أنحاء العالم.

وتحتاج جميع الأجهزة المتصلة إلى اتصالات متسقة ومرنة للحفاظ على استمرار العمليات بسرعة و سلاسة لأداء الأعمال والمهمام، ومن المحتمل ألا يكون مركز البيانات السحابي المركزي عبر السحابة، هو الخيار الأفضل لدعم التطبيقات الحساسة نظراً لوقت الاستجابة الذي تتميز به، مثل آلة الوقت الفعلي، أو التحكم في تدفق البيانات أثناء العمليات.

ومع زيادة انتشار واعتماد هذه التطبيقات وغيرها من التطبيقات الهامة على وقت الاستجابة، ومنها مثل الروبوتات بدون سائق في المستودعات، وأنظمة التحكم الإشرافي، واكتساب البيانات المستندة إلى مجموعة النظراء (SCADA)، وتطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز (VR / AR)، والتطبيقات اللمسية، والبنى السحابية المركزية التقليدية، ورغم المساعدة في إدارة مستشعر حزام ناقل إنترنت الأشياء "IoT" بشكل أفضل، أو الوصول إلى الملفات من سطح مكتب عن بُعد؛ بهدف تسهيل بروتوكولات السلامة لمركبة متصلة، أو مساعدة منتج فيديو، فقد جاءت كل هذه الظروف تدعو إلى تحول نحو ما يعرف بسحابة الحد Edge Cloud.

وفي عصر Edge Cloud الناشئ بسرعة الصاروخ في ظل الأجواء التي يشهدها العالم، فيتم إنشاء الآلاف من مراكز البيانات الأصغر بالقرب من مكان إنشاء المحتوى واستهلاكه ومعالجته بواسطة كل من البشر والآلات على النحو المطلوب، و هذا ليس فقط لتقليل زمن الوصول، ولكن أيضًا لخفض تكاليف النقل، وزيادة الأمان، وفي بعض الحالات، تمكين توافق أفضل للبيانات المتداولة.

وتعد شبكات الجيل الخامس 5G، هي الحافز الأساسي وراء صناعة "Edge Cloud"، خاصة مع نشر البنية التحتية الأساسية لشبكات الجيل الخامس 5G ، ومن خلال بناء حافة الناقل باستخدام البنى السحابية المطورة، كما وأصبح هناك إنشاء نظام أساسي موزع يدعم حالات الاستخدام والتطبيقات الجديدة والناشئة، وعند تصميمها بشكل صحيح، لن تستهلك البنى التحتية للجيل الخامس جميع إمكانيات الحوسبة المتطورة المتاحة، مما يترك موارد ورفع كفاءة وقت الاستجابة، لتمكين التطبيقات الموزعة من العمل بفعالية وكفاءة.

ونتيجة لذلك، فمن المتوقع أن يزداد سوق مراكز البيانات المتطورة العالمية بأكثر من 7 مليارات دولار بحلول عام 2024، وستستمر العلاقات الجديدة (والمعارك) بين شركات الاتصالات التقليدية ومزودي محتوى الإنترنت في التطور، ويعني هذا التحول أن أرقام مراكز البيانات سوف تنفجر في جميع أنحاء العالم، وسيتم إطلاق الآلاف من مراكز البيانات المتطورة في السنوات القادمة من أجل تلبية هذه الحاجة.

وعلى سبيل المثال، فيمكن العمل من المنزل (WFH) الآن، والوصول إلى التطبيقات كثيفة البيانات، مع قوة الحوسبة الملائمة أينما دعت الحاجة، مع تقليل زمن الوصول، وبمرونة وسرعة اتصال شبكات الجيل الخامس 5G، وه ما سينعكس بكل تأكيد على كفاءة إدارة الأعمال.

وفي مجالات أخرى، سنرى تطورات مثل السيارة بدون سائق، سيتم تزويدها الآن بزمن انتقال منخفض، لتتجاوب وتتفاعل بسرعة أكبر مع العالم من حولها، وهذا سيكون بفضل مراكز البيانات المتطورة والمنتشرة في جميع أنحاء البلاد قريبا، هذا بالإضافة إلى أن المصانع ستكون قادرة على استخدام الآلات والعمل بشكل مستقل، مع القليل من التدخل البشري الضروري، وسواء كنا نعمل في المستقبل من المنزل أو من المكتب، فإن هذه الشبكة الذكية التكيفية، ستوفر لنا الموارد السحابية المطلوبة من خلال الاتصال المرن السريع.

وإذا فهم مقدمو خدمات الشبكات والسحابة ذلك بشكل صحيح ، فستصبح الشبكة التكيفية منصة نمو إستراتيجية رئيسية لصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وسيصل حجم الأعمال في تلك الصناع إلى نحو تريليونات الدولارات، لتحسين العمل من المنزل، أو من المصنع، أو حتى من السيارة..

ولفت التقرير في نهايته، إلى أنه عندما تكون الشبكة قابلة للتكيف وذكية وقريبة من المستخدم، يمكن للشبكة وموفري السحابة على حدٍ سواء، ضمان تقديمهم أفضل تجارب اتصال ممكنة، و بالتأكيد في وقت مثير في الاتصال بالشبكة، وسوف يقوم مقدمو الخدمات بتحسين تقديم الخدمات، خاصة مع استمرار انتشار شبكات الجيل الخامس 5G.