رمضان صبحي.. فتي في الثامنة عشر من عمره يلعب كرة القدم في صفوف النادي الأهلي منذ كان ناشئا صغيرا وكنت أتابع فريقه وأعرفه كلاعب موهوب في فريق الناشئين مواليد 1997، نضجت موهبة رمضان خلال السنتين الآخيرتين وبدأ الفريق الأول في النادي الأهلي يعتمد عليه كلاعب وسط مهاجم خلف رأس الحربة..ولعب لمنتخبات الناشئين حتي أعتُمد في المنتخب الأول وصار من أعمدته الأساسية، كل هذا جميل ويدعو للسعادة ظهور موهبة كروية جديدة تستطيع أن تحظي بفرصة جيدة في طريق الاحتراف الأوروبي شأن النجمين المتألقين محمد صلاح ومحمد النني، لكنني أتوقف للمرة الثانية علي التوالي أمام عملية النفخ الزائد عن الحد لهذا النجم الصغير والتي تكاد أن تضربه إن لم يتنبه الإعلام الذي يقوم بعملية النفخ، فخلال الفترة الماضية يتحدث الإعلام الأهلاوي عن أبوتريكة الجديد حتي كان حديث المدير الفني للأهلي الهولندي مارتن يول الذي أعلن أن رمضان صبحي هو (تريكة الجديد)، وهذا ما أثار حفيظتي خوفا علي هذه الموهبة، وخلال ساعات قليلة أقيمت مباراة الأهلي وإنبي وحدث بها ما حدث.. وطرد رمضان بين شوطيها بقرار من الحكم محمد فاروق وهو لا يستطيع الإقدام علي هذا القرار الصعب ضد لاعب بالأهلي إلا بسبب تصرف أخلاقي يعطيه عليه أقصي العقوبة وهي الطرد..وهذا ما خشيته في مقالتي السابقة، وقلت نصا ــ لا تفسدوا رمضان صبحي ــ ولكن لا حياة لمن تنادي.
لكنني اليوم أردت أن أهمس في أذن السيد مارتن يول: محمد أبوتريكة لم يكن مجرد موهبة كروية فقط، تريكة كان موهبة أخلاقية قبل الموهبة الكروية، لهذا اخترق قلوب الجميع.. واليوم أقولها بالفم المليان للجميع: «لا.. إنه ليس تريكة الجديد».. رغم أنني أتمني أن يكون تريكة وأكثر من تريكة.
القلب النابض:
الإخلاص أهم أسباب النجاح، وعندما يجتمع الأخلاص مع الموهبة والحماس والقوة والرجولة، فأعلم إنك أمام أحد أهم اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية، إنه نجم مصر والنادي الأهلي أحمد فتحي القلب النابض.
وعندما يغيب أحمد فتحي عن صفوف المنتخب الوطني المصري وهو أكثر اللاعبين الحاليين مشاركة مع المنتخب دوليا، فأعلم أن هناك أمرا غير طبيعي، خاصة إننا لن نصل إلي منصة التتويج الأفريقية وكأس العالم إلا بقلب أحمد فتحي النابض بالإخلاص بجانب موهبة محمد صلاح والنني والفتي رمضان وزملائهم.