المحاضرة الرائعة التي القتها ناريا مالوتين رئيسة فنلندا السابقة في القاعة الكبري بجامعة القاهرة منذ أيام حول التنمية المستدامة وتمكين الشباب والمرأة أمام رموز المجتمع الثقافي والعلمي وعدد من الشخصيات المهمة وآلاف من شباب طلاب الجامعة وأعضاء هيئات التدريس والأساتذة.
ركزت خلالها علي أن هناك ثلاث ركائز أساسية للنهوض بالمجتمع هي التعليم، وثانيا التعليم وثالثا التعليم أيضا، إضافة تأكيدها علي ضرورة المساواة بين الجنسين باعتبار أن المرأة هي من يصنع القرارات المهمة، لاسيما القرارات الشرائية وان الغرب بات مقتنعا بأن التغيير تصنعه الشعوب وانه لا ينبغي التدخل لتسريع وتيرته، وقالت انكم تمكنتم من تغيير الحاكم في يوم وليلة، لكن التحدي الحقيقي هو بناء المجتمع.
رئيسة فنلندا السابقة -٧٣ عاما- اجابت علي اسئلة عدد من اساتذة الجامعة ومديري البنوك والشخصيات العامة، باللغة الانجليزية، لكنها ابدت اندهاشها من صمت الشباب التام فطلبت الاستماع إلي اسئلة الشباب فلم يتقدم احدا، فطلبت ان تكون الاسئلة باللغة العربية علي ان تتم الترجمة إلي الانجليزية، لكن ذلك لم يحدث ولم يسأل أحدا.
المشهد كارثي الشباب جامعي وليس لديهم أي عذر فلديهم كل وسائل المعرفة، آلاف من طلاب الطب والهندسة والصيدلة والعلوم السياسية واداب لغات، لا لغة ولا وعي.. فقط معظمهم ينفق اغلي ما يملك ولا يمكن تعويضه وهو العمر امام الفيس بوك في كلام فارغ.
هؤلاء يطلبون التمكين.. علي أي أساس سيتم تمكينهم، وماذا أعدوا لأنفسهم لكي يتسلموا المسئولية أو حتي الوظيفة.. هل ينتظرون ضربة حظ.. حتي لو كانوا ينتظرون الحظ.. الحظ لا يأتي إلا لمن يستحق. واعد نفسه لاستقباله.