علي وجه اليقين لا أحد يستطيع أن يحدد أو حتي يتكهن بالاسباب الحقيقية وراء سقوط الطائرة المنكوبة، قبل العثور علي الصندوقين الاسودين وتحليل محتوياتهما الحاملين والمبينين لكل مادار وما جري وما حدث علي الطائرة ولها، منذ ما قبل بداية رحلتها الأخيرة من باريس إلي القاهرة في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء الخميس، وحتي لحظة اختفائها من شاشة الرادار في الثانية والنصف صباح الجمعة علي مبعدة ٢٩٠ كيلو مترا من الاسكندرية، وقبل موعد هبوطها في مطار القاهرة بنصف ساعة.
المؤكد حتي الآن في ظل ما اعلن هو انها سقطت أو تم اسقاطها، في عمق مياه البحر المتوسط بالقرب من جزيرة كريت اليونانية، بعد لحظات من مغادرتها المجال الجوي اليوناني وبدء دخولها إلي المجال الجوي المصري،..، ومن الواضح ان السقوط تم فجأة، بحيث لم يتمكن قائد الطائرة من الاستغاثة أو الابلاغ بحدوث عطل مفاجئ او التعرض لخطر يهدد الطائرة.
وفي ظل المعلومات المتاحة حتي الآن تصبح كل الاحتمالات واردة في البحث عن سبب سقوط الطائرة، وأبرز هذه الاحتمالات هي التعرض لحادث أو عملية ارهابية بعبوة متفجرة أو قنبلة ناسفة وضعت داخل الطائرة، أو حدوث عطل مفاجئ في الأجهزة والمعدات، أو أي أسباب فنية وتقنية أخري.
خلاصة القول أن الاسباب الحقيقية ستظل غائبة وكامنة في داخل الصندوقين الأسودين حتي العثور عليهما،..، وحتي يتم ذلك ستسمع الكثير من الاجتهادات والاحتمالات، بعضها حسن النية وبعضها الآخر سييء القصد، فهناك من يفتي بغير علم وهناك ايضا من يريد الاساءة لمصر للطيران،وهناك كذلك من يحاول البحث عن الحقيقة.
وفي هذا السياق تأتي قصة الانحراف المفاجئ للطائرة، وقصة الدخان المنبعث من حمام الطائرة، «والهرتلة» الصادرة عن شبكة «السي ان ان» وما تحمله من ايحاءات مرفوضة وغير عقلانية علي الاطلاق،..، ولكن المهم ألا ننساق وراء الشائعات والروايات غير المحققة، وان نثق في انفسنا وكفاءة طيارينا وأن ندعم بحق شركتنا مصر للطيران لأنها تستحق ذلك عن جدارة.
«رحم الله الشهداء وألهم اهلهم الصبر».