لا أعتقد أن هناك مفاجأة في رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبادرة الفرنسية، لعقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل.
والحقيقة والواقع يؤكدان افتقاد نتنياهو لأي رغبة في إحياء عملية السلام، بل الأكثر من ذلك انه لا يريد وجود هذه العملية جملة أو تفصيلا، وبالتالي لم يكن متوقعا قبوله بالمساهمة في محاولة إعادة اطلاقها، أو المشاركة في محاولة بعث الحياة فيها من جديد.
وأي قراءة موضوعية أو منصفة لواقع الحال في عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وما مرت به طوال السنوات الماضية منذ تولي نتنياهو رئاسة الوزراء، تثبت هذه الحقيقة وتؤكدها.
وكان ذلك واضحا من خلال اصراره المستمر علي عرقلة كل الجهود الاقليمية والدولية الساعية لانفراجة في عملية السلام المتأزمة، والتي وصلت بالفعل إلي طريق مسدود منذ ما قبل عام ٢٠١٠ وحتي الآن.
وفي هذا الشأن علينا ان نقول بكل الوضوح ان هناك فارقا شاسعا بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي من عملية السلام، حيث يطالب الفلسطينيون بحقهم المشروع في الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة علي الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية، وهو ما يعني الموافقة الكاملة علي مبدأ الدولتين، أي دولة فلسطينية تعيش في أمن وسلام متبادل مع دولة إسرائيلية.
ولكن الجانب الإسرائيلي يتجاهل ذلك، ويطالب باعتراف فلسطيني بإسرائيل دولة يهودية كشرط مسبق، ثم يتلو ذلك مفاوضات ثنائية مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،..، وهو ما يعني الرفض الكامل للمبادرة الفرنسية التي تتضمن مؤتمرا دوليا للسلام يشارك فيه نحو عشرين دولة بالإضافة للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن هنا كان الرفض الإسرائيلي متوقعا منذ البداية، لسبب بسيط وهو أن نتنياهو لا يريد السلام.