بلا حرج

أسئلة متنطعة !!

أحمد غراب
أحمد غراب

حتى لو كان الإنسان فى أحوج حالاته هل يجوز له أن يسأل فقيهاً عن جواز أن يحصل على ميراثه من أبيه ليحل مشاكله المالية، وأبوه مازال على قيد الحياة؟!
الميراث لاينطبق إلا على ماتركه المتوفى، أما الحى فلا ميراث له،وهوحر فيما يملك ، والله أعلم بمن يرث الآخر؛ فقد يرث الأب ابنه المتوفى، وفى حالات أخرى قد يرث الجد الحفيد لو مات الحفيد قبل جده.
مثل هذه الأسئلة البجحة المتنطعة أصبحنا نسمعها ليل نهار فى برامج الفتاوى على الفضائيات والسوشيال ميديا،وهى ظاهرة قديمة حديثه تواجه الفقهاء وتصدم البسطاء ؛ لذلك قال الحبيب المصطفى - عليه أفضل الصلاة والسلام -: ((هلك المتنطعون)).
ومن أفضل الفقهاء الذين وبخوا المتنطعين بروح ساخرة لاذعة الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان ،فهو من أبرز ظرفاء عصره،إلا أن علمه الفقهى الغزير جعل كثيرين لايلتفتون لظرفه وأقواله المستطرفة؛جاءه رجل سائلاً:إذا نزلت النهر لاغتسل هل يجب أن أولى وجهى نحو القبلة؟فقال أبوحنيفة : يستحسن أن تولى وجهك نحو ثيابك حتى لاتسرق منك !!.
وقاطعة آخر اثناء إلقاء درسه قائلاً: إن ذقنى كثيفة ،ولا تبتل مهما خللتها بأصابعى عند الوضوء، فماذا أفعل؟قال الإمام: يمكن أن تنقعها فى الماء طول الليل!!
الأعجب والأغرب فى عصرنا الحاضر أننا نفاجأ بالكثيرمن الأسئلة المتنطعة ولا نجد أمثال أبى حنيفة بيننا، آخر هذه الأسئلة كان لمتصل يقول: هل يجوز ألا أؤدى سنن الصلاة عمداً لاسهواً؟ فامتنع الفقيه المسئول عن الجواب بحجة أن هذا سؤال متنطع. وزاد متصل آخر زاد الطين بلة سائلاً : لى أخ غير شقيق، هل - إذا مات - لى ميراث فيه ؟ الشيخ سأله : أخوك مازال على قيد الحياة ؟ قال : نعم، قال الشيخ : لا أفتى فى ميراث إنسان قبل موته !!
من إشكاليات الخطاب الدينى المعاصر كثرة المتنطعين والمتفيهقين والرويبضة الذين علا صوتهم فى ظل فضائيات تبحث عن الإثارة ونسبة المشاهدة على حساب القيم السليمة وصحيح الدين.